حرمة العادة السرية وسبيل علاج الشهوة الجامحة

0 481

السؤال

مشكلتي وحتى لا أطيل عليك,أنا لوطي يعني أميل للرجال أعلم أنا هذا الكلام يزعج مسامعكم لكن وجب وحان الوقت أن تعلموا أن 5 بالمائة من الأمة العربية تعاني من هذه "المشكلة",أنا والحمد الله منحني ربي قناعة كاملة بأن العمل بهذه الغريزة لن يؤدي لأي سعادة وهي إلى سعادة وهمية خاصة في مجتمعاتنا العربية وخاصة أني والحمد الله مسلم.
الأسئلة
1- أنا أمارس العادة السرية كبديل أو كوسيلة لأمتنع عن ممارسة اللواط وأنواعه مع العلم أني أعيش في بلد كثر فيه المثليون ولي جميع الوسائل أن أمارس هذه الغريزة وبدون أي إزعاج أعلم أن العادة محرمة وأريد أن أتوب منها أكثر من مرة لكن لم أستطع وهذا طبيعي لأني في العشرين من عمري ولا أظن أنه يخفى عليكم مدى القوة الجنسية لدى الرجل فهذا العمر والزواج لن يكون بديلا أبدا لن يكون بديلا لأني أريد أن أمارس العادة السرية على امرأة (وعذرا أن أحرجتك بكلامي)لكن لم تكون النتيجة سوي بيولوجية لكن من ناحية إشباع الغريزة لم يكن سوى وقتية وحتى أقربك من الحالة وكأنك أردت أن تشبع نفسك بالماء صحيح أنك تشبع لمدة محدودة لكن الجوع يعود أقوى بكثير صدقني اتبعت جميع أسباب التوبة لكن دائما أخفق.
السؤال *هل يمكن أن تكون ممارسة العادة السرية وسيلة لإشباع هذه الغريزة المنحرفة بدلا من أمارس الزنا؟
2- وإن أردت الزواج هل يجوز لي ذلك هل يمكن القول أنه كذب على المرأة وأني سأوهمها بأن أشبع جنسيا وأتمتع بها وأنا لا أحس بها أبدا؟ ألا يدخل هذا من باب عدم القدرة على الباءة التي جاءت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وأرجو أن تأخذ وقتك في التفكير وأن تجيبني إجابة عالم لا أن تعيد لي كلام الكتب؟ لأني قرأت الكثير منها ولهم الحق في أن يتكلموا بتلك الطريقة لجهلهم بمدى حساسية الموضوع وحتى لا أكذب عليك إني أخاف أن أترك هذا الدين يوما نتيجة لما أسمعه دائما من كلام الدعاة على من يحمل هذه الغريزة فلقد سمعت من يقول وجب قتلهم فهم جراثيم وسمعت من يلعنهم وهم يتكلمون على من يحمل الغريزة لا على من يفعل الزنى وسمعت من يقول إنهم كاذبون وإنهم هم الذين صنعوا في أنفسهم هذه الغريزة؟ والله يا شيخي الحبيب إني أعيش حياة عادية جدا وأنا متدين جدا ومن عائلة متدينة صدقني لو رأيتني يوما ستصيبك صدمة وستشك في كل من حولك.
أعتذر على الإطالة وأتمنى الإجابة ليس مثل الكثيرين الذين لا يجيبون أصلا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نهنئك على ما أعطاك الله من التدين والتربية في عائلة متدينة.

ونفيدك أن وجود الغريزة الجنسية في الإنسان ليس عيبا لحد ذاته فالإنسان مفطور على حب الاتصال الجنسي بالنساء كما فطر على حب الأكل والشرب والنوم، ولكن العيب الشنيع هو عدم الانسجام مع الأوامر والتشريعات الربانية في التعامل مع هذه الغريزة، فالله أرشد من يستطيع الباءة إلى الزواج ووعده عليه الغنى في الدنيا والأجر والثواب على الجماع، وعلى تربية الأولاد تربية صالحة، فقد قال الله تعالى: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله {النور: 32} وفي حديث الصحيحين: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.

فهذا الحديث يفيد أن النكاح هو أحسن الوسائل لغض البصر وتحصين الفرج، ويفيد أن علاج من عجز عن مؤنة النكاح أن يلجأ للصوم فإنه يقمع تلك الشهوة الجامحة بإذن الله، فقد ذكر بعض أهل العلم أن المسلم إذا ابتعد عن أكل المأكولات المنشطة جنسيا، وابتعد عن المثيرات كنظر الحرام والتفكير فيه ومصاحبة أهله، وواظب على صيام الأيام المرغب في صومها كأيام البيض والإثنين والخميس من كل شهر، فإنه بذلك يستطيع السيطرة على شهوته.

وأما اللواط فهو انحراف خطير وفاحشة شنيعة وشذوذ جنسي واضح، وقد عاقب الله الأمة التي بدأ فيها بتدمير قراهم، وجعل عاليها سافلها، ورجمها بأمطار من الحجارة. فالتفكير في اللواط لا يليق بمسلم ولا بعاقل، ولا شك أن العادة السرية أهون منه لمن خاف على نفسه أن يقع في الجريمة الكبرى الزنا واللواط، فبعض الشر أهون من بعض، ولذا روى عن بعض أهل العلم جوازها لمن خشي على نفسه الزنى ولم تمكنه وسيلة غيرها، ولكن ذلك لا يهون من شأن العادة السرية فهي محرمة يجب على المسلم التوبة منها واستخدام الوسائل المساعدة على تركها، وسنحيلك إن شاء الله لاحقا على بعض الفتاوى المساعدة على التخلص منها ومن اللواط والزنا، وبيان أضرار هذه المحرمات في الدنيا والآخرة.

وأما الزواج فهو أنجح وسائل إشباع الغريزة الجنسية بالنسبة لمن كان طبيعيا، وأهم ما يطلب منه هو تحصيل العفة ووجود وسيلة مشروعة يلجأ إليه المسلم كلما جمحت نفسه للحرام، فعليك بالعزم على ترك الفواحش كلها.

وأما الوسوسة بترك الدين بسبب كلام الناس فهو أمر لا يليق بالعقلاء التفكير فيه، فالدين هو دين الله الذي خلقنا وتعبدنا به، ووعدنا عليه حصول فلاح في الدنيا والآخرة، فخطأ بعض الدعاة في أساليبهم الدعوية لا يزهد العبد في التعامل مع ربه الذي خلقه وأسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة . ومن ترك الدين لايضر إلا نفسه، فيكون مصيره ونتيجة فعله معيشة ضنكا في الدنيا وعذابا أليما في الآخرة، حيث يعيش في النار يقلب وجهه فيها ويكوي جبينه وظهره وجنبه فأي خسارة أعظم من هذا. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 69212، 52421، 23868، 59332، 101582، 30425، 34932، 5524، 70396، 22083.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة