حسن الخلق وذم الاحتقار والتعالي على الآخرين

0 274

السؤال

أبي أصله من بلد وأمي من نفس البلد التي نعيش فيها، الآن أنا وأخواتي ولدنا في بلد أمي وعشنا فيها كأنها بلادنا لأن الأصل يرجع إلى بلد الأب ونحن هنا تربينا فيها وترعرعنا ونحب أهل أمي كثيرا ولا نعرف بلد أبي وحتى يصعب علينا التكلم بلغة أبي حين نسمع الحديث بين أبي وعماتي, حدثت ظروف الحرب في بلد أبي حين اضطر إلى اللجوء الكثير من الشعب إلى نفس البلد التي نعيش فيها هروبا من الفقر والحرب مما اضطرهم لأن يعمل نساؤهم شغالات والرجال يمسحون السيارات مما جعلني أحتقر أصلي في حين كنت أحب بلد أبي وأفتخر بهم وكذلك من كثرة ما أسمع من الناس من الألفاظ القبيحة والسب والاحتقار لما نزحوا إلى بلدهم مما جعلني أكره وأسب من يقذفون الإهانات لهم وأقف دائما مع هؤلاء البسطاء، وفي بعض الأوقات يمسني بعض النقص حين أذكر أنني منهم أمام صديقاتي.
شيخنا الكريم أريد أن تعطيني كلمة عن حق التعامل مع الصنف البشري مثل هؤلاء؟ ولكم مني الشكر والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المسلم يعامل الناس بما شرع الله وحض عليه من إحسان الخلق معهم وأداء حقوقهم والسلام عليهم عند ملاقاتهم والتبسم في وجوههم والقول الحسن والتواضع لهم ومعاملتهم بما يجب أن يعاملوه به، ففي الحديث: وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي. وفي الحديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يجب أن يؤتى إليه. رواه مسلم.

ويحسن أن يصبر على ظلم من ظلمه وأساء إليه ويحلم ويصفح ويدفع إساءته بالإحسان، ويتأكد هذا في حق الأقارب والأصدقاء والجيران، فقد قال الله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم {فصلت:34-35}، وفي مسلم: أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيؤون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.

وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73652، 70485، 35576، 18354، 35551، 95375، 58722، 61995، ففيها ذم الاحتقار والتعالي على اللاجئين وعدم الحكم على جنسية ما حكما عاما بما فيه تنقص لها وفي كون العمل بالإجارة عند الناس لا حرج فيه ولا عيب مهما كان نوعه ما دام العمل مباحا في نفسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة