لدي خالة، افترت علينا بأفعال، وأقوال لم تحدث، وحلفت بالله كذبًا، وكل ذلك من أجل بيع المنزل الذي نسكن فيه. وخالي قعيد، ويعيش معنا في المنزل، لكنها لا تهتم لأمره، وبعد بيع المنزل وتفككنا. نتساءل من سيرعى خالي؟ وكيف سيجازيها الله في الآخرة على ما فعلته؟ وهل من الممكن أن يغفر الله لها كل ما فعلته بنا من تشويه للسمعة وإهمال لأخيها؟"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعلته خالتك من تشويه سمعتكم بالكذب، والافتراء، وتأكيد ذلك باليمين الكاذبة، لأجل بيع المنزل، وإدخال الضرر عليكم، دون مراعاة لأخيها القعيد؛ أمر عظيم، ومنكر كبير، جمعت فيه بين منكرات بعضها أعظم جرمًا من بعض، وزاد الأمر سوءًا كونه بين الأقارب والأرحام؛ فإنه يقطع حبال الوصل والمودة التي أمر الله أن تكون بين ذوي الأرحام، ويكفي في التحذير من ذلك، قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب: 58}.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه، سقاه الله من ردغة الخبال حتى يخرج مما قال. وردغة الخبال عصارة أهل النار.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري: الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس.
وأمّا إمكانية المغفرة على كل ما فعلته بكم، فالله -عزَّ وجلَّ- غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، فإذا تابت، وحققت شروط التوبة، فإن الله يغفر لها، فإنه سبحانه وتعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.
وننصحك بتذكيرها بالله تعالى، وتخويفها من أليم عقابه، وبيان عظم ما أقدمت عليه، وكونوا أعوانًا لها على التوبة، والتحلل من المظالم.
والله أعلم.
الفتوى
اطرح سؤالك
الفتاوى الحية
عرض موضوعي
فتاوى معاصرة
مختارات الفتاوى
عن
الفتوى 
بحث عن فتوى
العرض الموضوعي
الأكثر مشاهدة
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الاستشارات
الصوتيات
المكتبة
المواريث
بنين وبنات