شفاعة القرآن لأصحابه

0 385

السؤال

وصلتني هذه الرسالة هل ما ورد فيها صحيح أم أنها أحاديث ضعيفة، إليكم الرسالة:
"هل تعلم ماذا يفعل لك القرآن عند موتك؟ عند موت الإنسان وأثناء انشغال أقربائه بتجهيز جنازته، يقف رجل وسيم جدا بجوار رأس الميت، وعند تكفين الجثة، يدخل ذلك الرجل بين الكفن وصدر الميت، وبعد الدفن، يعود الناس إلى بيوتهم، ويأتي القبر ملكان منكر ونكير، ويحاولان أن يفصلا هذا الرجل الوسيم عن الميت لكي يكونا قادرين على سؤال الرجل الميت في خصوصية حول إيمانه. لكن يقول الرجل الوسيم: "هو رفيقي، هو صديقي. أنا لن أتركه بدون تدخل في أي حال من الأحوال. إذا كنتم معينين لسؤاله، فاعملوا بما تؤمرون. أما أنا فلا أستطيع تركه حتى أدخله إلى الجنة". ويتحول الرجل الوسيم إلى رفيقه الميت ويقول له: "أنا القرآن الذي كنت تقرؤه, بصوت عال أحيانا وبصوت خفيض أحيانا أخرى. لا تقلق. فبعد سؤال منكر ونكير لا حزن بعد اليوم. وعندما ينتهى السؤال، يرتب الرجل الوسيم والملائكة فراشا من الحرير ملئ بالمسك للميت في الجنة.فلندعو الله أن ينعم علينا بإحسانه من هذا الخير. آمين آمين آمين. يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيما معناه: يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأصحابه لا يعادل شفاعته أمام الله نبي أو ملاك. رجاء انقل هذا المحتوى إلى كل شخص تعرفه. فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: بلغوا عني ولو آية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا لم نطلع على ما جاء في السؤال بهذا اللفظ، ولعل صاحب هذا الكلام يريد معنى الحديث الذي ورد بهذا المعنى وهو مبين في الفتوى رقم: 71977. وليس فيه ذكر القرآن.

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق، وثبت أنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وصح أن قراءة سورة الملك كل ليلة سبب للنجاة من فتنة القبر، وفي مجمع الزوائد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى برجل يوم القيامة ويمثل له القرآن، قد كان يضيع فرائضه، ويتعدى حدوده، ويخالف طاعته، ويركب معاصيه فيقول: أي رب حملت آياتي بئس حامل تعدى حدودي وضيع فرائضي وترك طاعتي وركب معصيتي، فما يزال عليه بالحجج حتى يقال فشأنك به، فيأخذ بيده فما يفارقه حتى يكبه على منخره في النار. ويؤتى بالرجل قد كان يحفظ حدوده ويعمل بفرائضه ويعمل بطاعته ويجتنب معصيته فيصير خصما دونه، فيقول: أي رب حملت آياتي خير حامل اتقى حدودي وعمل بفرائضي واتبع طاعتي واجتنب معصيتي فلا يزال له بالحجج حتى يقال فشأنك به، فيأخذ بيده فما يزال به حتى يكسوه حلة الإستبرق ويضع عليه تاج الملك ويسقيه بكأس الملك. رواه البزار وفيه إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة