الصفح أعظم ثوابا من المجازاة بالمثل

0 175

السؤال

ماذا يفعل الذي يتعرض للظلم والضيق في عمله ومحاط بالشك من كل أطراف العمل، الآن أنا في حالة نفسية صعبة، مع العلم بأني مخلصة في عملي، المرجو أن تفيدوني بحل لأني لم أعد أتحمل هذا الجو من الشك بي؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

إن من حقك أن تنتقمي ممن ظلموك، ولكن الصفح عنهم أفضل وأكثر مثوبة عند الله.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يفرج كربتك ويزيل عنك الظلم، وننصحك بأن تستمري في الإخلاص في عملك كما كنت، وأن تتقي الله فإن العاقبة للمتقين، واعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن الأفضل لمن وقع عليه الظلم والأذى والإهانة من الناس أن يعفو ويصفح، ليفوز بالأجر الكثير من الله، قال تعالى: فمن عفا وأصلح فأجره على الله  {الشورى:40}، وقال تعالى: وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم {النور:22}، وقال تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين {النحل:126}، وقال تعالى: واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا {المزمل:10}، وقال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم {فصلت:34-35}، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.

ويشرع لك أيضا المقاصة، ومقابلة السيئة بمثلها دون تجاوز، لقوله تعالى: وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين {الشورى:40}، وقوله تعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل* إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم* ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور  {الشورى:41-42-43}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة