صرف القرض الربوي في الوجوه المباحة

0 200

السؤال

أنا طالب من ليبيا لقد تخرجت من الجامعة والحمد لله ولكن لم أتحصل على عمل أو أي وسيلة دخل فكان أخي وأبي هما اللذان يصرفان علي وأن الآن أبلغ من العمر 30 سنة، وكما تعرفون أنه من الصعب جدا أن يكون الإنسان فى هذا العمر ويأخذ مصروفه من الأهل كما أن أخي متزوج وله أبناء فربما له الحق على أن يصرف على أسرته بدلا من أن يصرف علي، لقد قدمت على قرض من البنك لبناء مسكن ولقد حصلت على المبلغ ولقد اشتريت قطعة أرض لغرض السكن بجزء من المبلغ وباقي القرض موجود فى البنك، عندما تقدمت بهذا القرض كنت أعلم بأنه حرام وربما تكون عقوبته صغيرة وكنت أريد أن آخذ هذا المبلغ ولا أسدده لأنه كان لا يوجد لدي مرتب من الدولة حيث قمت بتزوير شهادة مرتب وأن لدي وظيفة وهذا شيء شائع فى ليبيا حيث الكثير من الشباب يأخذون القروض ولا يتم إرجاع أي قسط من القرض والدولة على علم بذلك، ولكن والحمد لله بعد الرجوع إلى الدين والسؤال وسماع الخطب والمحافظة على الصلاة تبين لي أن القرض ربا وأنتم تعرفون جيدا عقوبة الربا، الآن أن مقدم على الخطوبة من امرأة وسوف أتقدم للزواج فى القريب العاجل وأريد أن أتزوج بالحلال ولا أريد أن أكون أسرة بالحرام...
سؤالي لكم: هل يصح أن أشتري منزلا أو أتزوج بهذا القرض أم لا، وهل يصح أن ألغي حسابي في البنك وأن لا أسدد أي قيمة من هذا القرض حتى لو تعرضت للسجن أو مصادرة قطعة الأرض التي أمتلكها، فهل من الممكن أن أستمر فى دفع كل الأقساط للمصرف، علما بأني مؤخرا تحصلت على مرتب فهل يمكن أن أتصدق بكل القرض للجامع أو أي جمعية خيرية، وهل من الممكن أن أعطي هذا القرض لأخي وأتحمل أنا عقوبة الربا، وهل يصح لي الدراسة بهذا القرض علما بأني أريد مواصلة الدراسة خارج البلد فأرجو من سيادتكم الإجابة على هذه الأسئلة، واعلموا أني أحب الله والرسول ولا أريد معصية الله أو أن أغضبه فى أي شيء، أفكر فى شهر رمضان القادم فى العمرة أو الحج إن شاء الله فهل يقبل مني وأنا حاصل على قرض ربوي، فأفيدوني أفادكم الله وساعدوني فى الخروج من هذه المصيبة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الاقتراض بالفائدة معصية تستوجب التوبة النصوح، وإثم القرض يتعلق بذمة المقترض لا بمبلغ القرض، وبالتالي لا مانع من أن يشتري المقترض بمبلغ القرض ما شاء أو يتصرف به في الوجوه المباحة المختلفة ومنها الزواج.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن التعامل بالربا من الذنوب التي تستوجب التوبة النصوح وهي ما اشتملت على الندم والعزم على عدم العود والإقلاع عن المعصية فورا.. وإذا تاب العبد هذه التوبة خرج من ذنبه كأن لم يذنب كما في الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، ويقول الله تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان:70}.

 وليعلم الأخ السائل أن التائب حبيب الله تعالى كما يقول الله عز وجل: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين {البقرة:222}، فأبشر واحمد الله تعالى على أن وفقك للتوبة.

 أما بخصوص القرض الربوي فلا يجب عليك التخلص منه، ولا ضرر في أن تشتري به أرضا أو شيئا أو أن تتزوج به لأن الإثم تعلق بذمتك لا بعين المال، وحسبك التوبة النصوح، ولكن ينبغي أن تعلم أنه يجب عليك سداد أصل القرض للبنك دون الفوائد المترتبة عليه، فأصل القرض دين عليك وأنت مطالب برده، أما الفوائد فهي ربا لا يجوز تسديدها إلا للمضطر، وأما الحج والعمرة مع تعلق ذمتك بهذا الدين فراجع في موضوعهما الفتوى رقم: 103505.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة