هل تستمر في العمل المختلط المشتمل على المغريات

0 180

السؤال

أنا فتاة عمري 28 سنة أعمل منذ حوالي سنتين في شركة خاصة وتمر بي مغريات كثيرة حتى إني اعتدت على رؤية الخطأ وأحس بأن جو الاختلاط قد اثر علي كثيرا وعلى قلبي ودائما أفكر في ترك هذا العمل ولكني أقنع نفسي بأني يجب أن أكون قوية وأجاهد نفسي وأن أكون مؤثرة لا متأثرة وأنه يجب أن أقدم رسالة في حياتي عن طريق العمل وأن أكون قدوة لغيري لكني في أحيان كثيرة لا أحس أني أحسن صنعا بل العكس فرجاء انصحوني هل علي أن أبقى وأجاهد نفسي أم أني أنسحب مع العلم أنه سيكون لدي وقت فراغ كبير حينها وأخاف أن أقع في المحظور إن بقيت بدون عمل؟
وشكرا مقدما.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

إن دين المرء هو رأس ماله، وعمل المرأة إذا أخل بشيء من الواجبات أو أدى إلى ارتكاب شيء من المحظورات فليس لها أن تستمر فيه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن على المرء أن يسعى في أن يكون قويا ومؤثرا لا متأثرا، وأن يكون قدوة حسنة لغيره، وأن يملأ فراغه بما ينتفع به في دنياه وآخرته، لا أن يسلم نفسه للفراغ، وخصوصا إذا خشي أن يقع بسبب ذلك في المحظور.

ولكن في المقابل، فإن الأصل في عمل المرأة أن يكون في بيتها وتربية أبنائها إن كان لها أبناء، وخاصة إذا وجدت من يقوم بشؤونها خارج البيت. قال تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى {الأحزاب:33} .

ويباح للمرأة أن تعمل خارج بيتها، ولكن بشرط أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال، وعن المغريات وأسباب الفتن، وعن كل ما من شأنه أن يخل بشيء من واجباتها الدينية.

وما ذكرت أنه يمر بك من المغريات الكثيرة، وما اعتدت عليه من رؤية الخطأ، وما أنت فيه من جو الاختلاط... كلها أمور تفيد أنه لا يشرع لك ممارسة العمل الذي أنت فيه، ولا الاستمرار فيه.

فبادري إلى التوبة مما ذكرته، واتركي هذا العمل.

وما ذكرت أنك تخافينه من الوقوع في المحظور بسبب الفراغ إذا بقيت بدون عمل فيمكنك تفاديه بخلق جو عملي في البيت، وبإعداد برنامج للدراسة المنزلية، وبمتابعة الندوات والحلقات المهمة التي تذاع وتنشر على الشاشات، وغير ذلك مما هو كثير...

ونسأل الله أن يعيننا وإياك على التمسك بالدين، ويسلك بنا وبك سبل النجاة.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات