السؤال
أود أن أجد ردا من فضيلة الشيخ محمد حسان إن كان ممكنا ... أمي لا أعرف كيف أوفيها حقها وكلما أتذكرها في كل صلاتي تكاد عيناي أن تبكيان وإني أبكي كلما أتصدق عليها وخاصة أنني أتصدق لأمهات كبيرة وأقول لهم ادعوا لأمي فهل هذا حرام أنني أبكي عليها كثيرا وأتذكرها كثيرا كما أنني كنت أن تراني وأنا في وضع جيد وأن أعطيها من مالي وأن أقوم بخدمتها حتى ولو كانت نائمة على فراشها مع العلم أنني أتصدق عليها في بناء مساجد وكفالة الأيتام وغيره والله ولكنى أخشى أن يكون رياء أن أذكره أشتاق إليها كثيرا جدا والله أني لأبكي وأنا أكتب رسالتي من شدة حزني عليها مع العلم أنها فارقت الحياة منذ 9/2005 هل هذا حرام وإن كان فماذا أفعل في قلبي؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حزن القلب ودمع العين عند المصيبة أو تذكرها لا حرج فيهما شرعا، ما لم يكن معهما رفع صوت أو تسخط من قدر الله تعالى وعدم الرضى بقضائه.
ففي صحيح البخاري وغيره أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دخل على ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله. فقال: يا ابن عوف إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
وأما صدقتك عن أمك والدعاء لها.. بعد وفاتها فهذا من كمال برها ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". وروى الإمام أحمد أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" هل بقي من بر أبوي شيء بعد موتهما ؟ فقال: خصال أربعة: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما.
وأما كون ذلك رياء أو إخلاصا فهذا راجع إلى مقصدك منه ونيتك فيه.. فقد عرف أهل العلم الرياء بأنه ضد الإخلاص، والإخلاص: أن تقصد بعملك وجه الله، أما الرياء فمشتق من الرؤية وهو أن يعمل العبد العمل ليراه الناس
هذا وننبهك إلى أن عليك أن تشتغل بصلاتك وتتدبر ما تقرأ فيها من قرآن وأدعية وأذكار ليكون ذلك عونا لك على تعقلها والخشوع فيها.
كما ننبهك إلى أن فضيلة الشيخ محمد حسان ليس موجودا هنا؛ فالموقع الذي تخاطبه هو مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر.
وللمزيد انظر الفتوى رقم: 25255.
والله أعلم.