السؤال
دار جدال بيني وبين أحد الإخوة بعد أن عطست فقلت "اللهم لك الحمد" فنهاني صديقي متعللا بعدم جواز هذا وأنه يجب علي قول "الحمد لله" فهل حقا هذا لا يجوز؟
دار جدال بيني وبين أحد الإخوة بعد أن عطست فقلت "اللهم لك الحمد" فنهاني صديقي متعللا بعدم جواز هذا وأنه يجب علي قول "الحمد لله" فهل حقا هذا لا يجوز؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأولى أن تقول الحمد لله؛ وإن كان ما أتيت به في معناه لكن تتبع ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم هو الأكمل والأحسن، خاصة وقد قال العلماء أن الأذكار توقيفية أي لا تغير الألفاظ الواردة بها باجتهاد أو غيره، روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم.
وروى أيضا عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك، فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به. قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت
وفي الكلام عن توجيه العلماء لأمر النبي للبراء بعدم تغيير لفظ النبي واستبدال لفظ الرسول به جاء في فتح الباري لابن حجر: ... لأن لفظ الرسول ليس بمعنى لفظ النبي، ولا خلاف في المنع إذا اختلف المعنى، فكأنه أراد أن يجمع الوصفين صريحا؛ وإن كان وصف الرسالة يستلزم وصف النبوة، أو لأن ألفاظ الأذكار توقيفية في تعيين اللفظ وتقدير الثواب فربما كان في اللفظ سر ليس في الآخر ولو كان يرادفه في الظاهر، أو لعله أوحى إليه بهذا اللفظ فرأى أن يقف عنده. انتهى.
والله أعلم.