السؤال
مر حوالي 3 سنوات بدون عمل وتقدمت لأكثر من 40 شركة ولم يكن هناك نصيب، والآن ظهرت لي فرصة عمل طيبة وبشركة كبيرة ولكن المنتج الذي سأتولى الإشراف على بيعه وتوزيعه هو ( السجائر ) علما بأني لا أدخن ، هل أعتبر آثما ويجب علي رفض هذه الفرصة أم أعمل بها ؟؟؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
لا يجوز العمل لترويج السجائر لما فيه من إشاعة الحرام والتعاون على الإثم والعدوان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا.
وبخصوص العمل في شركات السجائر فقد بينا حكمه وحكم بيع الدخان واستعماله في عدة فتاوى بإمكانك أن تطلع على بعضها تحت الأرقام التالية:51719، 24838، 17461.
وبما أن ضرر الدخان وخبثه أصبح من الأمور المعلومة، وكاد الناس يجمعون عليها، فإن حرمته كذلك.
ولذلك فلا يجوز للمسلم ترويجها ولا أي عمل فيها لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان {المائدة:2} .
ولذلك فنحن ننصحك بعد تقوى الله تعالى بالبحث والتأني وعدم العجلة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس ! إنه ليس من شيء يقربكم من الجنة ويبعدكم من النار إلا قد أمرتكم به ، وليس شيء يقربكم من النار ويبعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه، وإن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم إبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعاصي الله تعالى، فإن الله عز وجل لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما، والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم، وصححه الألباني في السلسلة.
فالجأ إلى الله بالدعاء حتى ييسر أمرك ويفرج همك.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والطبراني. والحديث إن ضعفه بعض أهل العلم فإن معناه يوافق معنى الآية الكريمة : فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين {نوح:10-12}
والله أعلم.