السؤال
في أحد المنتديات هناك عضو إداري يكتب ويشارك بكتابات يسميها شعرا على حد تعبيره، لم يعجبنا ما يكتبه ولا نرضى به وبالفطرة نرفضه، لأننا كأعضاء في نفس المنتدى نرى فيما يكتبه تشبهـا بآيات الله سبحانه وتعالى، وإليكم مثالا لما يكتبه: و الصـبح إذ تنفسك، ودمعي إذ تلحفك، ونبضي إذ غردك مــا خاب شوقي إذ شيدك، سماء شمسها وقمرها أحرفك ولـأن الأرق أرعن كأنا في بعض حالاتي، غنى الفؤاد أن ميم لآم شين آلف عين حروفك/ منهجي/ هويتها/ وأغتسلت/ مملكة من نضجها ثم رددتها أعلى البصر، لغيرها لا مستقر، مـا غاب وقعها وما أندثر [إصلوني في النعيم] نرجو من سماحتكم أن تتكرموا علينا بفتوى يتم إرسالها على بريدي الإلكتروني وأرجو منكم إرفاق اسم سماحة صاحب الفتوى.. وسأتولى وضع الفتوى في المنتدى كما سترد من الشيخ حرفيا؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أخذ بعض العبارات من القرآن يسمى عند أهل العلم بالاقتباس، وهو مباح عند أهل العلم ما لم يكن فيه تضمين القرآن في معنى هزلي، كما قال السيوطي في الإتقان... هذا وننبه إلى أن الأبيات المذكورة توجد ملاحظات عليها من الناحية الأدبية واللغوية وأهم ما هو واضح فيها مما يتعلق بالقرآن قوله والصبح إذا تنفسك فتنفس فعل لازم وتنفس الصبح يراد به امتداد الضوء مشتق من تنفس أي تصدع، ومنه تنفست القوس تصدعت، وكذلك قوله اصلوني في النعيم فالصلاء لا يكون إلا في النار أو ما أشبهها، كما قال تعالى: وسيصلون سعيرا. وقال: سأصليه سقر. وقال: ثم الجحيم صلوه... فالعرب تقول صلى النار قاس حرها وصلته شويته وأصليته وصليته بالتشديد ألقيته فيها، ونرجو الاطلاع على كلام المفسرين في الآيات، فطالع تفسيري البيضاوي والقرطبي.
وبناء على ما في الأبيات من استخدام الألفاظ في معنى بعيد عنها، ولما فيها من محاكاة فواتح السور التي هي من خصائص القرآن، ولما فيها من استخدام الأسلوب القرآني في الغزل فعليكم نصح صاحبكم بالبعد عن مثل هذا الأمر، وباستخدام عبقريته وشاعريته في نصر الدين كما فعل شعراء الصحابة رضي الله عنهم، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18962، 2747، 63619.
والله أعلم.