الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط جواز الاقتباس من القرآن

السؤال

أنا شاب أحاول كتابة الشعر، ولقد كتبت بعض القصائد من بينها قصيدة عن يوم القيامة، واصفاً فيها ما يحدث في ذلك اليوم، وقد اقتبست في بعض الأبيات من آيات القرآن، وحتى أكون أكثر وضوحاً سوف أكتب القصيدة، وأريد منكم أن تقولوا لي إن كان ذلك جائزاً أم حرامًا؟ لأني قرأتها على أصدقاء لي للتذكير والعظة:
ألا تخاف الوعيد ياذا القلب الجميد
يوم السماء تميد بين يدي المجيد
هو سؤال وحيد من هو رب العبيد
الله طبعاً تريد فلما الذنوب تزيد
ومن المعاصي تُعيد حيث تنادى من بعيد
تعال إلى ربك المعيد فحساب اليوم شديد
لحن القول لا يُفيد وأيّ لسانٍ يُجيد
كذب الكلام والبريد ومنك عليك شهيد
وهنا رقيبٌ عتيد وربٌ فوقهم حميد
هذا ما كنت عنه تحيد فخذوا هذا الوليد
وكل جبّارٍ عنيد فلقد حق الوعيد
فأين البيوت والمساجد وأين ذاك العبد الساجد
وأين ما تظنه خالد كلٌ صار رميد
وأين الأخ العضيد وذاك الصديق العميد
أبي وأمي لا أريد يوماً من الدنيا أُعيد
فذاك اليوم قد فات ولن تعود الحياة
فلقد عاش من مات ولا ينفع التنهيد
نارٌ من الغيظ تفور وبك الصراط يمور
تسقط عند العبور تقول هل من مزيد
وجنةٌ فيها حبور وفيها أحلى العطور
قصورٌ لها حور وفيها خيرٌ عديد
يوم ينادي الرحمن بين النار والجنان
أنا الهادي للبيان أفعل ما أُريد
ينصب بين النعيم والنار الموت هنالك قد صار
كبشٌ أسود كالغبار يُذبح فلا موتٌ يُعيد
فهذا يومٌ عصيب على العصاة كئيب
يزيد حرّ اللهيب ولا يُقطع الوريد
وفي الجنة تثور علامات السرور
ويزداد لهم نور فذاك هو السعيد
فراجع نفسك من جديد قبل يوم الوعيد
ويكون ما لا تريد من العذاب الشديد
أعلم أني قد أطلت عليكم فاعذروني، ولكن أردت التأكد من ذلك، وأعلم أني كسرت الوزن وعددت فيه، ولكن أريدكم أن تفيدوني في ذلك، وأني أعدكم إن كان في قصيدتي ما لا يجوز، فإني سوف أتلفها، ولكن أريد توضيحاً منكم عن الأشياء التي لا يجوز الكتابة عنها حتى لا أعيد الكرة، وجزاكم الله عنا خير الجزاء لما تقدمونه من علم نافع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فيجوز الاقتباس من القرآن أو الحديث الشريف عند جمهور العلماء إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشرعية، تحسيناً للكلام وترسيخاً لمعانيه في النفوس.

أما إذا كان الكلام ـ شعراً أو نثراً ـ مستقبحاً شرعاً، فلا يجوز الاقتباس فيه من القرآن ولا من الحديث.

قال ابن حجة الحموي في الخزانة: والاقتباس في القرآن على ثلاثة أقسام، مقبول، ومباح، ومردود:

فالأول: ما كان في الخطب والمواعظ والعهود ومدح النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك.

والثاني: ما كان في الغزل والرسائل والقصص.

والثالث عن أمرين: أحدهما ما نسبه الله تعالى لنفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه..

والثاني: تضمين آية كريمة في معني هزل..

وقد استحسن السيوطي هذا التقسيم في كتابه الإتقان ج1 ص309 في النوع الخامس والثلاثون وقال: وبه أقول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني