السؤال
عندي مبلغ من المال أشغله عند تاجر بالسوق وأريد أن أشتري بيتا، وهذا المال يكفي لشراء البيت، ولكني قمت باستدانة مبلغ البيت من أقارب لي وأخبرتهم بأني لا أملك المال الكافي لشراء البيت، علما بأن أقاربي حالتهم المادية جيدة فهل يعتبر استدانتي لهذا المال حرام لأني أملك مالا وأشغله ولم أخبرهم أني أملك المال ولذا أعطوني هذا الدين، علما بأني اتفقت معهم على سداد مبلغ من الدين شهريا من راتبي لأني موظف حكومي ومن الأرباح التي أجنيها من مالي الذي يتاجر به في السوق، فأفتونا؟ جزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أنه لا حرج على الغني في أن يقترض المال لبعض حاجاته، وبالتالي فلا ذنب عليك في استدانتك وأنت تملك المال.. ولكن إخبارك لأقاربك بأنك لا تملك المال الكافي لشراء البيت هو من الكذب الذي وردت مذمته في نصوص الوحي، قال الله تعالى: إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب {غافر:28}، وجاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
والكذب من خصال أهل النفاق، كما جاء في صحيح مسلم: آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.
فعليك أن تبادر إلى التوبة من هذا الإثم، وتعقد العزم أن لا تعود إلى مثله.
والله أعلم.