السؤال
كيف صلاة السنة على مذهب الإمام الشافعي التي تأتي بعد صلاة الفرض؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكيفية صلاة السنة الراتبة المشروعة مع الفريضة انطلاقا من المذهب الشافعي قد فصلها الشيرازي في المهذب حيث قال : فأما الراتبة فمنها السنن الراتبة مع الفرائض وأدنى الكمال فيها عشر ركعات غير الوتر , وهي ركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها , وركعتان بعد المغرب , وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الصبح , والأصل فيه ما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال { صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الظهر سجدتين , وبعدها سجدتين , وبعد المغرب سجدتين وبعد العشاء سجدتين } وحدثتني حفصة بنت عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { كان يصلي سجدتين خفيفتين إذا طلع الفجر } والأكمل أن يصلي ثماني عشرة ركعة غير الوتر: ركعتين قبل الفجر , وركعتين بعد المغرب , وركعتين بعد العشاء , لما ذكرناه من حديث عمر , وأربعا قبل الظهر , وأربعا بعدها [ لما ] روت أم حبيبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرم على النار } وأربعا قبل العصر لما روى علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم { كان يصلي قبل العصر أربعا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن معهم من المؤمنين } والسنة فيها وفي الأربع قبل الظهر وبعدها أن يسلم من كل ركعتين لما روياه من حديث علي رضي الله عنه [ أنه كان يفصل بين كل ركعتين بالتسليم ] . انتهى.
وقد علق الإمام النووى فى المجموع على هذا الكلام قائلا : ( أما حكم المسألة ) فالأكمل في الرواتب مع الفرائض غير الوتر ثمان عشرة ركعة كما ذكر المصنف , وأدنى الكمال عشر كما ذكره , منهم من قال : ثمان فأسقط سنة العشاء، قال الخضري ونص عليه وقيل: اثنتي عشرة فزاد قبل الظهر ركعتين أخريين, وقيل بزيادة ركعتين قبل العصر, وكل هذا سنة, وإنما الخلاف في المؤكد منه . انتهى.
والله أعلم.