حكم عمل المرأة كداعية في القنوات الفضائية

0 436

السؤال

هل يجوز للمرأة أن تكون داعية على القنوات الفضائية على افتراض أنها تأخذ بالمذهب الفقهي الذي يرى جواز كشف الوجه والكفين وتكون ملتزمة بحجابها الشرعي بلا تزين كما تفعل بعض من ترتدي غطاء الرأس, وكيف هي صفة ظهور المرأة أمام الناس وفق الكتاب والسنة عندما تريد أن تكون داعية وكيف كانت تدعو أم المؤمنين عائشة رجال الصحابة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكما أن الرجل مطالب بالدعوة إلى الله تعالى على قدر علمه واستطاعته فكذا المرأة مطالبة بالدعوة إلى الله تعالى على قدر علمها واستطاعتها، ويدل على هذا عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية.. رواه البخاري، وهذا الخطاب وإن كان موجها للرجال إلا أنه يشمل النساء أيضا لعدم ورود ما يدل على التخصيص، وقد قال الخطابي رحمه الله تعالى: الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها...

إلا أننا نقول إن دعوة المرأة يجب أن تكون وفق الضوابط الشرعية، وبما يناسب طبيعتها وخلقتها التي خلقها الله عليها، وخروجها ولو ساترة وجهها في القنوات الفضائية وتحدثها الساعة والساعتين ويسمعها الآلاف من الرجال يخالف الضوابط الشرعية لدعوتها، ولم تفعله نساء السلف من عهد الصحابة فمن بعدهم، فلم يرد عن عائشة مع كثرة علمها أو غيرها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم أنها برزت إلى المسجد وألقت محاضرة أو درسا للصحابة الكرام مع أن بيوتهن ملاصقة للمسجد وهن أمهات المؤمنين، وعندهن من العلم الشرعي ما ليس عند غيرهن من الرجال والنساء، ومع ذلك لم يتصدرن هذا التصدر الذي تفعله من يسمين بالداعيات، وغاية الأمر أن الصحابة كانوا يستأذنون عليها في حجرتها فتأذن لهم وتجيبهم عما يسألون وتخبرهم عن حال النبي صلى الله عليه وسلم كل ذلك من وراء حجاب ، فكيف بخروج امرأة كاشفة الوجه تبرز للآلاف من الرجال فتحدثهم بحجة الدعوة إلى الله وأنها لا ترى وجوب ستر الوجه ؟

 هذا وقد حذر بعض أهل العلم المعاصرين مما هو أخف من هذا سدا لباب الفتنة ، وإن كانوا يقولون بجواز كشف الوجه ، قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة في معرض حديثه على أحد الأحاديث: وأما ما شاع هنا في دمشق في الآونة الأخيرة من ارتياد النساء للمساجد في أوقات معينة ليسمعن درسا من إحداهن ممن يشتهرن بـ(الداعيات) فذلك من الأمور المحدثة التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد السلف الصالح، وإنما المعهود أن يتولى تعليمهن العلماء الصالحون في مكان خاص كما في هذا الحديث، أو في درس الرجال حجزة عنهم في المسجد إذا أمكن وإلا غلبهن الرجال ولم يتمكن من العلم والسؤال عنه فإن وجد في النساء اليوم من أوتيت شيئا من العلم والفقه السليم المستقى من الكتاب والسنة فلا بأس من أن تعقد لهن مجلسا خاصا في بيتها أو بيت إحداهن ذلك خير لهن، كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الجماعة في المسجد، وبيوتهن خير لهن، فإذا كان الامر هكذا في الصلاة التي تضطر المرأة المسلمة أن تلتزم فيها من الأدب والحشمة ما لا تكثر منه خارجها فكيف لا يكون العلم في البيوت أولى لهن لاسيما وبعضهن ترفع صوتها وقد يشترك معها غيرها فيكون لهن دوي في المسجد قبيح ذميم، وهذا مما سمعناه وشاهدناه مع الأسف، ثم رأيت هذه المحدثة قد تعدت إلى بعض البلاد الأخرى كعمان مثلا نسأل الله السلامة من كل بدعة محدثة.. انتهى. كلامه رحمه الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات