شرح أثر ابن عباس في كيفية معرفته لربه

0 342

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: ما صحة الآتي وما معناه: أن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قيل له: بماذا عرفت ربك ؟ فقال: من طلب دينه بالقياس لم يزل دهره في التباس، خارجا عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج، عرفته بما عرف به نفسه، ووصفته بما وصف به نفسه. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا علم لنا بصحة الأثر المذكور عن ابن عباس رضي الله عنهما لكنه قد أورده عنه ابن تيمية في مجموع الفتاوى فقال: وقيل لابن عباس: بماذا عرفت ربك ؟ فقال: من طلب دينه بالقياس لم يزل دهره في التباس خارجا عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج: عرفته بما عرف به نفسه ووصفته بما وصف به نفسه اهـ.

وأما عن معنى الأثر فقال رحمه الله بعد أن أورده:

فأخبر أن معرفة القلب حصلت بتعريف الله وهو نور الإيمان وأن وصف اللسان حصل بكلام الله وهو نور القرآن... وقال الشيخ إسماعيل الكوراني: أنتم تقولون: إن الله يعرف بالدليل. ونحن نقول: إنه تعرف إلينا فعرفناه: يعني إنه تعرف بنفسه وبفضله.

...فإذا كان الحق الحي القيوم الذي هو رب كل شيء ومليكه ومؤصل كل أصل ومسبب كل سبب وعلة هو الدليل والبرهان والأول والأصل الذي يستدل به العبد ويفزع إليه ويرد جميع الأواخر إليه في العلم كان ذلك سبيل الهدى وطريقه كما أن الأعمال والحركات لما كان الله مصدرها وإليه مرجعها كان المتوكل عليه في عمله القائل أنه لا حول ولا قوة إلا بالله مؤيدا منصورا.

 فجماع الأمر: أن الله هو الهادي وهو النصير وكفي بربك هاديا ونصيرا. وكل علم فلا بد له من هداية وكل عمل فلا بد له من قوة. فالواجب أن يكون هو أصل كل هداية وعلم وأصل كل نصرة وقوة ولا يستهدي العبد إلا إياه ولا يستنصر إلا إياه.اهـ.   

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة