السؤال
زوجي يدعو دائما لنفسه ثم لوالديه ثم لأخواته ثم لي ولأبنائي وعندما علمت بذلك غضبت وطلبت أن يقدمني في الدعاء أنا وأبنائي على أخواته لأني أحق منهن ولأن لديهن أزواجا وأبناء يقدمونهن في الدعاء، فهل معي حق وهل يمكن أن تقنعوا زوجي بأدلة شرعية أو عرفية؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
لعل زوجك لا يقصد التقليل من شأنكم أو عدم الاهتمام بكم، فإن الترتيب في هذا المقام لا يترتب عليه شيء، فينبغي أن تصرفي الاهتمام إلى إجابة الدعاء وقبوله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدعاء للأقربين والحاضرين وجميع المسلمين مطلوب شرعا، والأولى بالتقديم هم الحاضرون الذين يسمعون الدعاء ويؤمنون عليه، ولأن المؤمن على الدعاء مثل الداعي، وقد سبق بيان ذلك وأدلته في الفتوى رقم: 100193، والفتوى رقم: 7282 فنرجو أن تطلعي عليهما.
وما دام زوجك يدعو لك ولأولادك.. عندما يدعو لنفسه فإن هذا هو المطلوب شرعا، وعليك أن تسألي الله القبول وتهتمي بإجابة الدعاء، لأن التقديم والتأخير هنا لا يترتب عليهما شيء، ولعل زوجك لا يقصد نقصا من حقكم أو تقليلا من شأنكم عندم يقدم غيركم في الدعاء، لأن واو العطف لا تقتضي الترتيب، أو لأن الجميع مشتركون في الدعاء.. ولذلك فلا داعي للغضب...
ولا شك أن الأقربين أولى بالمعروف، والقاعدة الشرعية تقتضي تقديم الأقرب فالأقرب.. والأبناء والزوجة مقدمون في الحقوق المادية على غيرهم -كما دلت على ذلك نصوص الوحي- فينبغي أن يكون ذلك في المعنوية أيضا، فقد روى النسائي وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقوا، فقال رجل: يا رسول الله عندي دينار، قال: تصدق به على نفسك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على زوجتك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على ولدك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على خادمك، قال: عندي آخر، قال: أنت أبصر. نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.