السؤال
هل ثبت ما يدعيه البعض من أن إبراهيم عليه السلام قد تزوج بهاجر أم إسماعيل عليه السلام، وهل ثبت أيضا في كتاب الله أو سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن بعض الأنبياء غير إبراهيم عليه السلام قد عدد بين زوجاته ؟ .
هل ثبت ما يدعيه البعض من أن إبراهيم عليه السلام قد تزوج بهاجر أم إسماعيل عليه السلام، وهل ثبت أيضا في كتاب الله أو سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن بعض الأنبياء غير إبراهيم عليه السلام قد عدد بين زوجاته ؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالمشهور في كتب أهل التفسير والسير والتاريخ أن هاجر سرية إبراهيم وأم ولده، ولا نعلم ثبوت زواجه منها، لكن قد يطلق بعض أهل العلم عليها أنها زوجته، ولعل ذلك على سبيل التجوز. قال ابن كثير:
وفي تفسير السراج المنير: وروي أن هاجر كانت أمة لسارة فوهبتها لإبراهيم عليه السلام ، وكان التسري على الزوجة مباحا في شريعة إبراهيم، وقد فعله الخليل إبراهيم في هاجر لما تسرى بها على سارة، وقد حرم مثل هذا في التوراة عليهم. وكذلك كان الجمع بين الأختين شائعا، وقد فعله يعقوب عليه السلام، جمع بين الأختين ثم حرم ذلك عليهم في التوراة. اهـ
وجاء في تاريخ الأمم والملوك تحت عنوان: ذكر وفاة سارة بنت هاران وهاجر أم إسماعيل وذكر أزواج إبراهيم عليه السلام وولده .ثم قال : ولما ماتت سارة بن هاران زوجة إبراهيم تزوج إبراهيم بعدها - فيما حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق - قطورا بنت يقطن، امرأة من الكنعانيين، فولدت له ستة نفر ..اهـ
وفي تفسير القرطبي: وقال هنا: بغلام حليم وذلك قبل أن يتزوج هاجر وقبل أن يولد له إسماعيل، وليس في القرآن أنه بشر بولد إلا إسحق. اهـ
وأما تعدد الزوجات فكان معروفا في الشرائع السماوية قبل الإسلام كما أشار إليه صاحب تفسير السراج المنير في كلامه السابق.
وفي فتاوى الأزهر : ولقد كان تعدد الزوجات معروفا وسائدا في الشرائع الوضعية والأديان السماوية السابقة، والإسلام أقره بشرط ألا يزيد على أربع ، وألا يخاف العدل بينهن .اهـ
وفي صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله.... إلخ. وهذا الحديث لا يدل على حصر نسائه في ذلك العدد إذ لا اعتبار لمفهوم العدد.
قال النووي: وهو من مفهوم العدد ولا يعمل به عند جمهور الأصوليين. اهـ
وجاء في الكتب القديمة أنه كان لديه ثلاثمائة زوجة وسبعمائة جارية، ولكن تلك الأخبار كلها لا يمكن القطع بشيء منها ..
ولا نرى داعيا للانشغال بمثل هذه المسائل؛ إذ لا ينبني على ذلك أمر ديني أو دنيوي، فالأولى للمسلم الإعراض عنه صفحا والاشتغال بما ينفعه في دنياه أو أخراه، وفي رسولنا الكريم أحسن الأسوة وأفضل القدوة، وفي شرعنا الغنية والكفاية.
والله أعلم.