السؤال
أنا شاب تعرفت على فتاة تكبرني بست سنوات ومطلقة وقد أحبها قلبي ودام تعارفنا ست سنوات فتقدمت إلى خطبتها ثم أصابني خوف وقلق وأصبحت كثير التفكير ثم فسخت الخطوبة ووجدت نفسي لا أستطيع فراقها كما أنها أصيبت ببقع في جسمها نتيجة فسخي للخطوبة وأنا حائر في أمري هل أتزوج بها أم لا علما أني قمت بصلاة الاستخارة عدة مرات ولم تذهب عني الحيرة كما قمت بالرقية لكن لا شيء جديد انا عمري 33سنة وهي 39سنة أرجوكم أعينوني على ما أنا فيه فلم أعد أطيق فأنا من جهة خائف ومن جهة لا أستطيع العيش بعيدا عنها كما أني أخطأت معها وزنيت بها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن يراعى في الاختيار لكل من الزوجين، الدين والخلق . وقد استحب العلماء أن تكون الزوجة صالحة، بكرا، ودودا، ولودا، ولكن هذا لا يعني ترك نكاح الثيب ، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها وهي ثيب وكانت تكبره سنا ، وتزوج جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ثيبا لتقوم على شئون أخواته البنات ، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أصبت.
فيجوز إذن أن يتزوج الرجل امرأة تكبره ولو كانت ثيبا، لا سيما إذا كانت صالحة في أدبها وخلقها ودينها، فإن كانت كذلك فاستعن بالله وأقدم على زواجها، وإن كانت غير ذلك فاختر غيرها ممن تتحقق بالآداب والأخلاق، وما ذكرته عنها من الفاحشة يبعد عنها عن هذا الوصف، فما لم تتب فإننا لا ننصحك بالزواج بها.
وعليكما أن تتوبا إلى الله مما وقع بينكما من الوقوع في الحرام، وذلك بالندم على فعلكما، وعدم الرجوع إلى مثله، قال تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * لا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. {الفرقان70،69،68}
كما عليك أن تقطع علاقتك بهذه المرأة حتى تتزوجها.
والله أعلم.