إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا

0 428

السؤال

هل أنا آثمة أو مقصرة. أنا أعمل خارج المنزل لأعول عائلتي ولدي طفل بعمر شهور. أنتهي من عملي وأعود وأظل بقية اليوم في بيتي لا أنفك من ترتيب ورعاية وتدبير أمور المنزل حتى أنتهى كالمغشي علي.
أؤدي صلواتي على عجل ولا أذكر الله إلا قليلا. يأكلني العمل من كل ناحية. ماذا أفعل؟
أحاول في كل زمن أجده، أذكر بعض الأدعية ولكن ما من زمن.
أريد أن يرحمني الله برحمته.
هل يا ترى جهادي في بيتي يدخلني به الله الجنة إن شاء الله أم لست منهم؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

مادمت تحافظين على الفرائض والقيام بحق أسرتك، وتصحبين النية الصالحة ؛ فإنك على خير عظيم ومأجورة على كل ما تقومين به إن شاء الله تعالى.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من حافظ على ما افترض الله تعالى عليه، وقام بما يلزمه من الأعمال العادية بنية صالحة - يقصد بعمله الحصول على المال الحلال ليستغني به عن الناس ويؤدي به الواجب- يصبح عمله كله طاعة وقربة إلى الله تبارك وتعالى.

وقد روى الطبراني وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له. والحديث تكلم فيه بعض أهل العلم، ولكن سبق أن بينا أن عبادة الله تعالى لا تقتصر على أداء الشعائر التعبدية، وأن بإمكان المسلم أن يجعل حياته كلها- بما في ذلك نومه وراحته وعمله العادي- عبادة لله تعالى كما قال معاذ- رضي الله عنه-: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. وسبق بيان ذلك في الفتويين: 58107، 4476.

ولذلك فإن ما تقومين به وما تجدينه من التعب هو في ميزان حسناتك إذا احتسبت أجره عند الله تعالى

والذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى: هو المحافظة على الفرائض، وعلى ذكر الله تعالى بلسانك وبقلبك، وخاصة الأذكار المأثورة في الصباح والمساء.. ؛ فقد روى الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى. فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله. والذكر لا يمنعك من مزاولة عمل آخر معه. نسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات