السؤال
أعاني من عدم القدرة على التركيز أو الاستذكار وحين بحثت عن سبب ذلك وجدت الإجابة عدم تقوى الله وكثرة الذنوب, وفعلا أنا أعلم أن ذنوبي كثيرة، فكلما حاولت الالتزم بقراءة ورد من القرآن لا ألتزم, ورغم أني أحافظ على الصلاة إلا أني لا أعي شيئا من صلاتي للأسف، كيف أحقق التقوى وأصلح قلبي ماذا أفعل؟ وأسألكم الدعاء لي بالهداية للإيمان والصواب.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نصحك من أرشدك إلى أن تشتت أمور الإنسان وعدم جريان أحواله على ما يرام سببها قلة التقوى ومقارفة الذنوب، بل وعواقب ذلك لا نستطيع سردها في هذا الجواب، ولكن مما ذكره العلماء من آثار الذنوب الوخيمة حرمان العلم النافع، فالعلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور، وحرمان الرزق، ووحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا توازنها لذة، والمعاصي تجعل الأمور عسيرة، وتضعف القلب والبدن والعقل، وتمحق بركة العمر، وغير ذلك كثير مما فصله الإمام ابن القيم في كتابه (الجواب الكافي) فراجعيه.
وكما أن للمعاصي آثارا وخيمة، فكذلك لاستقامة الإنسان على تقوى الله تعالى آثار محمودة وثمرات نافعة في العاجل والآجل، ومنها المخرج من كل ضيق والرزق من حيث لا يحتسب، وتيسير الأمور وسهولتها، وتيسير العلم النافع ومحبة الله تعالى والقبول في الأرض، والنجاة من عذاب الدنيا، والبشارة عند الموت، ثم ميراث الجنة ودخولها، وتحقيق التقوى يكون بالحرص على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه ظاهرا وباطنا، وتحصيل أسباب الخشوع في الصلاة وملازمة الدعاء في قيام الليل والساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وفي السجود وأدبار الصلوات، ولا سيما وصية النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال: إني لأحبك يا معاذ، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تدع أن تقول في كل صلاة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني.
وراجعي تفصيل ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8563، 33697، 3087، 17998، 5450، 97814.
ونسأل الله لنا ولك الثبات على الإيمان وذوق حلاوته، والتوفيق لما يحبه ويرضاه وأن يتوب علينا.
والله أعلم.