السؤال
أنا سؤالي عن زوجي الذي يخطب بالناس الجمعة ويعتبر مسؤولا عن هذا المسجد, ولكن يذهب إلى المطاعم التي يوجد فيها الفساد من نساء عاريات والخمر، التي في المطعم ويسمع الأغاني وهذا بحكم عمله، ولكن هذا ليس عمله الدائم ولكن فترة الصيف, وأيضا يحب المظاهر ويذهب إلى الأسواق، علما بأن الأسواق يوجد فيها ما يؤسف, ويتكلم إلى النساء الأجانب بكلام حب وغزل من باب المزح، وأنا لا يجلس معي ولا يتكلم فما رأيك في هذ؟ا وأرجو منك يا شيخ أن تدعو لي أرجوك.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا، وأن يصلح لك زوجك ويهديه لأرشد أمره وأن يقر به عينك.
وإن ثبت عن زوجك ما ذكرت فهو بذلك قد أتى جملة من المنكرات، وقبيح من مثله أن يفعل ذلك وهو يخطب بالمسلمين في صلاة الجمعة، ومثله ينبغي أن يكون قدوة في الخير لا أن يفعل مثل هذه المنكرات، فإنه والحالة هذه قد يكون سببا لفتنة بعض المسلمين في دينهم وسببا لصد غير المسلمين عن الدخول في الإسلام، ومن دعاء المؤمنين: ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا {الممتحنة:5}.
وعلى كل حال فأولى ما نوصيك به هو الصبر عليه، وكثرة الدعاء له، والسعي في إصلاحه بالنصح والتوجيه الحسن وتخويفه بالله تعالى، ولا بأس بأن تستعيني عليه بمن ترجين أن يكون قوله مقبولا عنده، وننبهك إلى أمر مهم وهو أن زيادة اهتمامك بشأنه وشأن بيته وتزينك له قد يعينك في التأثير عليه ويجعلك محل اهتمامه، فينبغي أن تحرصي على ذلك.
وننبه إلى أن العمل في المطعم الذي تقدم فيه الخمور لا يجوز، فإن كان عمل زوجك له علاقة بالإعانة على شرب الخمر بأي وجه من الوجوه، فإن كسبه منه محرم، فلا يجوز لك الأكل من مثل هذا الكسب إلا لضرورة، وإذا اختلط ماله هذا بمال آخر حلال فيكره الأكل منه ولا يحرم، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 19674، والفتوى رقم: 101982.
وننبه أيضا إلى أنه لا يجوز للمسلم حضور أماكن المنكرات إلا لقصد صحيح كالإنكار ونحو ذلك، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 14314.
والله أعلم.