هل تغتسل بعد الجفوف أم تؤخره إلى القصة البيضاء

0 384

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع ونفع بكم المسلمين... لقد كانت فترة الحيض خمسة أيام تنتهى بالقصة البيضاء ومنذ أكثر من عام تغيرت إلى عشرة أو إحدى عشرة يوما حتى تظهر القصة البيضاء، ولكن في الأربعة أو الخمسة أيام التي تسبق القصة البيضاء تنزل إفرازات بنية إلى صفراء قليلة جدا يتخللها جفوف أو بلل عديم اللون، فهل يجب الاغتسال بعد القصة البيضاء أم بعد أول جفوف أجده، وما معنى انتظار القصة البيضاء لآخر وقت الصلاة، وهل المقصود بقول السيدة عائشة رضى الله عنها للنساء ألا يعجلن وينتظرن القصة البيضاء، وهل المقصود الصفرة المستمرة دون أن يتخللها جفوف أم كما يحدث معي، وعذرا على الإطالة والإثقال ولكن الأمر هام ومحير جدا جدا وكل عام وأنتم وأمة الإسلام بخير، ورجاء عدم إحالتي لفتاوى سابقة أو ذكر الأحاديث فقط دون شرح وتوضيح لأني قرأت كل الفتاوى السابقة والأحاديث المصاحبة ولو أني فهمت منها ما يفيد الرد على تساؤلي ما كنت أزعجتكم بالسؤال وأعتذر مرة أخرى للإطالة والإزعاج؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، ثم اعلمي وفقك الله أن المرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين إما الجفوف وهو أن تدخل القطنة في الموضع فتخرج نقية، وأما القصة البيضاء وهي سائل أبيض يخرج عقب الحيض تعرف النساء به حصول الطهر، ودلائل ذلك مشهورة، وهي مبينة في الفتوى رقم: 50783.

فمتى رأيت إحدى هاتين العلامتين فقد طهرت، فإذا رأيت صفرة أو كدرة في زمن العادة فهي حيض تتركين الصلاة والصيام لهما، فإذا انقطعتا فاغتسلي وصلي، أما إذا رأيتهما بعد الطهر وبعد انقضاء العادة فليس ذلك بحيض لحديث أم عطية رضي الله عنها: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا. رواه أبو داود وأصله في البخاري.

فإذا رأيت الجفوف ولو زمنا يسيرا فقد طهرت فاغتسلي وصلي، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: إذا رأت الطهر ساعة اغتسلت وصلت. ويرى بعض العلماء أن حصول الجفوف زمنا يسيرا لا يعد طهرا حتى تراه زمنا يغلب على ظنها معه أن الحيض قد انقطع كاليوم ونحوه، وما قدمناه أولى لثبوت الأثر فيه عن ابن عباس، والذي يظهر أن قول عائشة للنساء اللاتي كن يبعثن إليها بالدرجة فيها الكرسف (القطن) فيه الصفرة (لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء) الظاهر أنها كانت صفرة متصلة بدم الحيض ولم يتخلل ذلك جفوف، إذ لو كان لذكر في الحديث... وقد استحب بعض العلماء للمرأة المعتادة للقصة انتظارها لآخر وقت الصلاة المختار لأنها أبلغ في الطهر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة