الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فرح المرأة بسقوط الصلاة وقت الحيض ينافي تعظيم قدر الصلاة

السؤال

ما حكم المرأة التي تنتظر، وتفرح بقدوم الحيض، حتى ترتاح من تعب الصلاة، وذلك لأنها تستطيع الخروج من البيت متى تشاء، دون أن تخاف من خروج وقت الصلاة، أو لأنها تستطيع النوم لساعات متواصلة دون الاستيقاظ للصلاة؟ فهل فرحها حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم ترك الحائض الصلاة من نقصان دينها، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الصلاة حبًا شديدًا، حتى لقد ثبت عنه أن الصلاة كانت قرَّة عينه صلى الله عليه وسلم، ومن ثم، ففرح المرأة بسقوط التكليف بالصلاة بسبب الحيض، إن كان لتركها الصلاة؛ أمر لا ينبغي، وهو خلاف ما ينبغي أن يكون عليه المسلم من تعظيم قدر الصلاة، وشدة المحبة لها، وإن كانت قد لا تأثم بمجرد هذا الشعور القلبي، لكن عليها أن تعيد حساباتها، وتعظم قدر الصلاة بأكثر من هذا في نفسها، وقد كانت الصالحات يعظمن شأن الصلاة، حتى إن امرأة من السلف كانت لا تصلي مدة الاستحاضة، ظانة أن ذلك حيض مانع من الصلاة، فكانت تبكي لذلك.

روى مسلم في الصحيح: أن أم حبيبة بنت جحش، خَتَنَةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحت عبد الرحمن بن عوف، اسْتُحِيضَتْ سبع سنين، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه ليست بالحيضة، ولكن هذا عرق فاغتسلي وصلي.
قالت عائشة: فكانت تغتسل في مِرْكَنٍ في حجرة أختها زينب بنت جحش، حتى تعلو حمرة الدم الماء.
قَالَ ابن شهاب: فَحَدَّثْتُ بذلك أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقال: يرحم الله هندًا، لو سمعت بهذه الفتيا، والله إن كانت لتبكي؛ لأنها كانت لا تصلي
.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني