السؤال
أعمل في دولة عربية ويقيم معي في السكن زميل لي يسيء لي دائما و يتحدث عني في غيابي بما لا يرضيني و يصلني ذلك و سؤالي: هو هل إذا عاملته بالحسنى و تبسمت في وجهه مع العلم أني لا أحبه هل يعد ذلك نفاقا مني و هل أواجهه بما يقوله عني أم احتسب ذلك عند الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد أوصانا الله بالإحسان إلى الجيران والزملاء، قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا {النساء: 36 }
وقد حرم الله الغيبة، وصور فاعلها في صورة بشعة، قال تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم. {الحجرات: 12}
وحرم النميمة، وهي نقل كلام الغير على وجه الإفساد، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة نمام. رواه البخاري ومسلم.
ومر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من البول. متفق عليه
فما فعله الذي نقل إليك كلام صاحبك، هو من النميمة المحرمة، وقد ذكر العلماء فيمن نقلت إليه النميمة أن عليه عدة أشياء:
الأول: أن لا يصدق الناقل لأن النمام فاسق مردود الشهادة.
الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصحه.
الثالث: أن يبغضه في الله فإنه بغيض عند الله.
الرابع: أن لا يظن بأخيه الغائب السوء.
الخامس: أن لا يحمله ما حكى له على التجسس والبحث، لقوله تعالى: ولا تجسسوا {الحجرات: 12 } الكلام من كتاب مختصر منهاج القاصدين.
أما عن سؤالك عن معاملتك له بالحسنى، على فرض أنه يسيء إليك فعلا، فليس ذلك من النفاق، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ائذنوا له، بئس أخو العشيرة، أو ابن العشيرة فلما دخل، ألان له الكلام. قلت: يا رسول الله! قلت الذي قلت، ثم ألنت له الكلام! قال: أي عائشة! إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه. متفق عليه.
ولكن عليك نصحه بالمعروف، إلا أن يترتب على النصح مفسدة، أو يقع عليك ضرر.
والله أعلم.