يكثر من اللعن عند الغضب وينطق بالكفر

0 219

السؤال

ما حكم الدين في رجل متزوج وله أطفال ويكثر من قول:العن دينك وقول: لو نزل الله من السماء لن أفعل هذا.
مع العلم أن هذا الرجل يندم أشد الندم ويحلف أن لا يعود إلى هذا القول مرة أخرى لكنه لا يتمالك نفسه ساعة الغضب. ما هي كفارة هذا الذنب وكيف يقلع عن هذه العادة السيئة؟ هذا الرجل ملتزم في إسلامه يصلي ويصوم ويكثر من قراءة القرآن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فلا شك أن الأقوال المذكورة في السؤال مما يقف الشعر ويقشعر الجلد من شناعتها وفظاعتها ، وهي أقوال كفرية تخرج صاحبها من الملة والعياذ بالله لما تشتمل عليه من الاستهزاء بالدين ومقدساته؛ قال تعالى: ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين {التوبة: 65-66} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه. رواه مالك وأحمد والترمذي وابن ماجه. وصححه الألباني.

وقد سبق بيان ذلك مع ما يترتب عليه من آثار على عقد زواجه وغير ذلك في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35322، 133، 11652، 23340.

وعلى هذا الرجل أن يتقي الله تعالى ويخاف عقابه وعذابه، ولا يتهاون في شيء يخرجه من ملة الإسلام ، وأن يبادر إلى توبة نصوح، ويكثر من الاستغفار وفعل الطاعات التي يمحو الله بها الخطايا.

ثم ليعلم أن مخافة الله ومراقبته والاستحياء منه هي التي تعصم العبد من هذا الزلل، كما أنها هي التي يفوز بها العبد برضوان الله وجنته، كما قال تعالى: ولمن خاف مقام ربه جنتان {الرحمن: 46} وقال سبحانه: وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى  [النازعات: 40-41] وهذا هو مقام الإحسان الذي سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. متفق عليه.

ومن الدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. رواه الترمذي وحسنه. وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة