السؤال
أنا شاب من دولة عربية والحمد لله محافظ على صلاتي ولكن لدي مشكلة وهي أني في صلاة الفجر أجد أن والدي يطلب أو بالأحرى يمنعني من الذهاب لكي أصلي الفجر في الجامع وذلك لأن في بلادنا ضغوطات ومضايقات من السلطات لمصلي صلاة الفجر أو بالأ حرى للمصلين للصلوات في الجامع والغرض من منع والدي لي هوالخوف علي فماذا ترون يا أهل الخير؟ مع العلم أن الجامع قريب جدا من منزلي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أخي -حفظك الله- أن صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الصحيح من أقوال العلماء، لأدلة كثيرة منها: ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أعمى أتى النبي صلى عليه وسلم فقال له: إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل تجد لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتسمع النداء؟" قال: نعم، قال: "فأجب، لا أجد لك من رخصة". وقد كان منزله في آخر المدينة ، وكان أعمى ، وكانت المدينة كثيرة الهوام، ولم يعذره النبي صلى الله عليه وسلم ، فدل على وجوب صلاة الجماعة.
ولما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلا فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم".
فهم الرسول صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة دليل على وجوبها ، لكن منعه من ذلك وجود النساء والذرية.
وإذا علم هذا فلا يجوز التخلف عن صلاة الجماعة إلا لعذر شرعي كالمرض ، والمطر ، والخوف المحقق ، أو المظنون غالبا ، فإذا كان حضورك صلاة الجماعة في المسجد سيؤدي إلى لحوق ضرر محقق بك ، أو غالب على ظنك ، فعندئذ لا يجب عليك الذهاب إلى المسجد. ويبقى الأمر متوقفا على زوال الضرر ، لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها. أما إذا كان ما يقوله أبوك إنما بناه على مجرد توهم ، لا يستند لسبب ظاهر ، فلا يحق لك طاعته في التخلف عن الجماعة ، لأن التخلف عنها لغير عذر معصية ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الطاعة في المعروف" رواه البخاري ، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق." رواه أحمد وصححه الألباني.
والله أعلم.