السؤال
تحيه وبعد:
إشارة إلى الفتوى رقم 111652 والمتضمن نبؤءة الإنجيل بمحمد صلى الله عليه وسلم.
لقد ذكر في الآية (متى 11/11-15) ففي هذه الآية كتبت مخالفة كما كتبت في الإنجيل وإن النص في الإنجيل هو .. ما ظهر في الناس أعظم من يوحنا المعمداني ............. فإذا شئتم أن تصدقوا فاعلموا أن يوحنا هو ايليا المنتظر ومن له آذان لسمع فليسمع .
أما ما ورد نص الآية في الفتوى فهو مخالف لما كتب في الإنجيل وأن النص هو لم يقم بين المولدين من النساء أعظم من يوحنا ....... لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبؤوا ... حيث كان تفسير الدكتور منذر بأن ايليا هو محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما كما جاء في الإنجيل (لوقا 7/26) قولوا لي ماذا خرجتم تنظرون ؟ أنبيا أقول لكم نعم أفضل من نبي فهو الذي يقول فيه الكتاب ها أنا أرسل قدامك ليهيئ الطريق أمامك أقول لكم ما ولدت النساء أعظم منه . وأما كتب في الفتوى هو .. بل ما خرجتم لتنظروا انبيا نعم أقول لكم رافضا من نبي هذا الذي كتب عنه ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك لأني أقول لكم إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمداني ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه .
أرجو التكرم بإيضاح الاختلاف بين الآيات التي كتبت في الإنجيل والتي كتبت في الفتوى مع العلم بأنه يوجد عندي التوراة والإنجيل وأراجع دائما هذه الآيات .
هل الذي كتب في الفتوى من وحي الكتاب أو من كتاب موجود عندكم أرجو الإيضاح ولكم جزيل الشكر وأيضا إذا تم نقل هذه الآيات من كتاب موجود عندكم أرجو إعلامي لكي أحصل على نسخه منها ولكم منى جزيل الاحترام.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أولا أن يعلم أن هناك خلافات هائلة بين الأناجيل بسبب التحريف والتبديل، وزيادات الرواة، واختلاف المترجمين، وهناك مؤلفات كثيرة عنيت بهذا الجانب، منها كتاب الاختلافات في ترجمات الكتاب المقدس للواء أحمد عبد الوهاب. وكتاب الاختلافات في الكتاب المقدس للدكتور عبد العظيم المطعني.
وهذا النص الوارد في السؤال من إنجيل متى يمكن اعتباره مثالا على ذلك، فلفظه في ترجمة سميث وفاندايك (
SVD) هو الموافق لما نقله الدكتور منذر، ولفظه هكذا: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه. ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه. لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا. وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي. من له أذنان للسمع فليسمع.
وأما لفظه في الترجمة اليسوعية (JAB) فهكذا: لم يظهر في أولاد النساء أكبر من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السموات أكبر منه. فمنذ أيام يوحنا المعمدان إلى اليوم ملكوت السموات يؤخذ بالجهاد، والمجاهدون يختطفونه. فجميع الأنبياء قد تنبأوا، وكذلك الشريعة، حتى يوحنا. فإن شئتم أن تفهموا، فهو إيليا الذي سيأتي. من كان له أذنان فليسمع.
ولفظه في ترجمة كتاب الحياة (ALAB) هكذا: الحق أقول لكم: إنه لم يظهر بين من ولدتهم النساء أعظم من يوحنا المعمدان. ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه. فمنذ أن بدأ يوحنا المعمدان خدمته وملكوت السماوات معرض للعنف؛ والعنفاء يختطفونه. فإن الشريعة والأنبياء تنبأوا جميعا حتى ظهور يوحنا. وإن شئتم أن تصدقوا، فإن يوحنا هذا، هو إيليا الذي كان رجوعه منتظرا. ومن له أذنان، فليسمع.
ولفظه في ترجمة الأخبار السارة (GNA) هكذا: الحق أقول لكم: ما ظهر في الناس أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن أصغر الذين في ملكوت السماوات أعظم منه. فمن أيام يوحنا المعمدان إلى اليوم، والناس يبذلون جهدهم لدخول ملكوت السماوات، والمجاهدون يدخلونه. فإلى أن جاء يوحنا كان هناك نبوءات الأنبـياء وشريعة موسى. فإذا شئتم أن تصدقوا، فاعلموا أن يوحنا هو إيليا المنتظر. من كان له أذنان، فليسمع.
وكذلك نص إنجيل لوقا الوارد في السؤال، فما نقله الدكتور منذر مأخوذ من ترجمة سميث، ولفظه هكذا: بل ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبيا؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي. هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. لأني أقول لكم: إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه. وجميع الشعب إذ سمعوا والعشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا. وأما الفريسيون والناموسيون فرفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم غير معتمدين منه. ثم قال الرب: "فبمن أشبه أناس هذا الجيل وماذا يشبهون".
ولفظه في ترجمة الأخبار السارة هكذا: قولوا لي: ماذا خرجتم تنظرون؟ أنبـيا؟ أقول لكم: نعم، بل أفضل من نبـي. فهو الذي يقول فيه الكتاب: ها أنا ذا أرسل رسولي قدامك ليهيئ الطريق أمامك. أقول لكم: ما ولدت النساء أعظم من يوحنا، ولكن أصغر الذين في ملكوت الله أعظم منه. فجميع الذين سمعوا يوحنا حتى جباة الضرائب أنفسهم، أقروا بصدق الله، فقبلوا معمودية يوحنا. وأما الفريسيون وعلماء الشريعة، فرفضوا ما أراده الله لهم، فما تعمدوا على يده. وقال الرب يسوع: بمن أشبه أبناء هذا الجيل؟ وماذا يشبهون.
ولفظه في الترجمة اليسوعية هكذا: بل ماذا خرجتم ترون ؟ أنبيا ؟ أقول لكم: نعم، بل أفضل من نبي. فهذا الذي كتب في شأنه: ها أنا ذا أرسل رسولي قدامك ليعد الطريق أمامك. أقول لكم: ليس في أولاد النساء أكبر من يوحنا، ولكن الأصغر في ملكوت الله أكبر منه. فجميع الشعب الذي سمعه حتى الجباة أنفسهم بروا الله، فاعتمدوا عن يد يوحنا. وأما الفريسيون وعلماء الشريعة فلم يعتمدوا عن يده فأعرضوا عن تدبير الله في أمرهم. فبمن أشبه أهل هذا الجيل ؟ ومن يشبهون.
ولفظه في ترجمة كتاب الحياة هكذا: إذن، ماذا خرجتم لتروا؟ أنبيا؟ نعم، أقول لكم، وأعظم من نبي. فهذا هو الذي كتب عنه: إني مرسل قدامك رسولي الذي يمهد لك طريقك. فإني أقول لكم: إنه ليس بين من ولدتهم النساء أعظم من يوحنا، ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه. ولما سمع ذلك جميع الشعب، حتى جباة الضرائب، اعترفوا ببر الله إذ كانوا قد تعمدوا بمعمودية يوحنا؛ وأما الفريسيون وعلماء الشريعة؛ فقد رفضوا قصد الله من نحوهم إذ لم يكونوا قد تعمدوا على يده. فبمن أشبه إذن أهل هذا الجيل؟ ومن يشبهون؟.
ويمكن مراجعة (موسوعة الكتاب المقدس) إعداد شحادة بشير. الموجودة على موقع المكتبة الشاملة.
والله أعلم.