تسببك في خروج المذي لا يزيل عنك وصف العذر

0 432

السؤال

أرجو من فضيلتكم التكرم بقراءة الرسالة كاملة ... أنا شاب 25 أعاني من التهاب بالبروستاتا منذ فترة طويلة.. مشكلتي أني مبتلى بسلس بول ليس شديدا بل عبارة عن قطرات تكون بداخل القضيب.. ومنذ بداية المشكلة أنا أصلي صلاة أهل الأعذار.. أتوضأ بعد دخول الوقت.. وأصلي أحيانا في البيت وأحيانا بالمسجد... لكن مشكلتي الكبرى أني مبتلى بالعادة السرية الخبيثة والنظر للمواقع الجنسية وتبادل المكالمات والرسائل أحيانا مع الجنس الآخر ولكن المسألة لم تتعد أكثر من ذلك وأستغفر الله وأتوب إليه، لكنني لا أستطيع التخلص من هذه المشاكل وحاولت ذلك أكثر من مرة لكن لا مخلص لي إلا بتحصين نفسي بالزواج ولا أستطيع في الفترة الحالية.. فحوى المشكلة أني مذاء بشكل كبير.. أي بعد ممارستي للعادة أو بعد المحادثات الهاتفية يستمر خروج المذي لفترة تمتد إلى ثلاث ساعات أو أقل.. فلا أدري يا شيخ كيف أصلي، الفترة الماضية كنت أعيد الصلاة أكثر من مرة حتى خروج وقتها.. وأحيانا أصلي الصلاة في وقتها في المسجد وأنا أعلم أن المذي سيخرج من ذكري لكنني أبلل ملابسي الداخلية عند الوضوء.. وأعيد الصلاة أكثر من مرة لكن بعد خروج الوقت... الصلاة أصبحت لي عبئا ثقيلا وأخاف ألا تقبل مني إذا صليت فأنا لا أدري إذا كان الخارج مني سلس بولي فآخذ بالعذر.. أو سلس مذي وأنا المتسبب فيه لممارستي للمحرمات..أحيانا لا أفعل شيئا من المحرمات لكن بعد خروجي للصلاة في المسجد أرى امرأة فأستغرق بالنظر فيخرج مني المذي وأحيانا لا يخرج.. وأحيانا ألعب مع الأطفال ولا يخطر ببالي أمر منكر لكن المذي يخرج غصبا عني.. أنا تعبت كثيرا من هذا الأمر وذهبت مرة لأتعالج لكن لم يحدث أي تطور مع أن مصاريف الأطباء مكلفة لي وأنا إلى الآن طالب.. أشعر أن جميع الصلوات الفائتة لم تقبل مني لأني أنا المتسبب بهذا السلس لممارستي للعينة ولكن تعلم يا شيخ أن الشهوات اجتمعت علي ولا أستطيع الزواج.. وأنا والحمد لله أحفظ أجزاء من القرآن ومحافظ على صلاتي وصومي لكن ذنوبي الكثيرة أحس لي هذا الابتلاء.. أفكر أحيانا ألا أصلي.. لكن أقول أصلي وأنا على حالي أفضل من ألا أصلي إطلاقا... أرجوك يا شيخ الإجابة على سؤال بالتفصيل الممل... وأرجو أن تتفهم مشكلتي فأنا لا أستطيع محادثة أي شيخ بهذا الأمر لأن الأمر محرج لي، وسبب لي قلقا واكتئابا حتى أني أصلي الصلاة بلا خشوع لأني أدري أني سأعيدها.. وكل ما أذهب إلى المسجد أتوضأ في البيت وفي المسجد قبل الصلاة مباشرة وأتعمد أن أتأخر عن الصلاة حتى أقلل الفترة لعل وعسى ألا يخرج مني شيء... هذه كل مشكلتي ويعلم الله أني أستغرق وقت طويلا في التجهيز للصلاة وإعادتها حتى أني تعطلت عن كثير من أعمالي اليومية بسبب هذا الأمر، أما صلاة الجمعة فأنا أتوضأ في البيت ثم أذهب على حالي وأصلي السنن ثم أسمع الخطبة وفي نهايتها أخرج أو أتوضأ ثم أدخل وأصلي الصلاة مع الإمام.. أحيانا أعيدها أربع ركعات لما أعود للبيت لأني أحسست بخروج البول أو المذي.. ماذا أفعل يا شيخ بالتفصيل، هل أتوضأ بعد دخول الوقت، أم أتوضأ في المسجد قبل الصلاة مباشرة، وأحيانا لا أستطيع هذا الأمر، وهل علي إثم إذا كنت أنا المتسبب بهذا السلس بممارستي الوقحة وأفكاري؟ وماذا عن صلاة الجمعة، وكذلك صلاة الجنازة، متى أتوضأ لهما، وهل أعيد الصوات السابقة، وأنا في الفترة الحالية أحسست بيأس وأصبحت أبلل ملابسي الداخلية وأتوضأ بعد دخول الوقت وأصلي ولا أعيد.. علما بأن السلس في أكثر الأحيان لا يخرج خارج العضو الذكري بل يكون محبوسا في داخل القضيب لكنني في كثير من الأحيان أراه وأحيانا لا، فأرجو التكرم بإجابة تساؤلاتي وأنا أعلم أنها كثيرة لكنها متعلقة بالصلاة هي عمود ديني والحمد لله أني لم أترك صلاة قط عامدا بعد بلوغي.. وأخاف من الزواج لأني لا أستطيع أن أمس امرأتي أو أجلس معها إلا بعد صلاة العشاء، لأني كما ذكرت لا أستطيع السيطرة على نفسي، وأرجو الدعاء لي ولأمثالي بالهداية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يظهر من حالك أنك شاب حريص على الخير، ونرجو أن يغفر الله لنا ولك الذنوب، وأن تكون ممن قال الله فيهم: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم {التوبة:102}، ولكننا لا نسلم لك القول بأنك حاولت التوبة فلم تستطع؛ لأن الله قد وعد بإعانة كل من قصده وأقبل عليه، قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}، وأنت لا ينقصك إلا عزيمة صادقة، ونية خالصة، فإذا تحقق لك هذا فثق أن الله سيمن عليك بالتوبة، ولسنا بحاجة إلى تعريفك قبح هذه الذنوب وأدلة تحريمها، فالظاهر أن قبحها مستقر في نفسك.

والذي ننصحك به لكي تتمكن من التوبة هو الاجتهاد في الصيام، فإنه وصية النبي صلى الله عليه وسلم للعاجزين عن الزواج، ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. وعليك بالاجتهاد في الدعاء، فلقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن استأذنه في الزنا بأن يطهر الله قلبه، ويحصن فرجه ويغفر ذنبه، فلم يكن شيء أبغض إليه من الزنا بعد إذ لم يكن شيء أحب إليه من الزنا، فالزم الدعاء فإنه مجلبة للخير مدفعة للشر، وصاحب الصالحين وأكثر من مجالستهم، وتقلل من الخلوة بنفسك فهي التي تحملك على مشاهدة ما لا يجوز، وفعل ما لا يحمد، واشغل نفسك بالوظائف النافعة ومن أشرفها حفظ القرآن، وأملأ وقت فراغك بما يعود عليك بالنفع في الدين أو الدنيا فإنك إن فعلت هذا رجونا أن يمن الله عليك بالتوبة العاجلة.

واعلم أنه لا حكم لقطرات البول والمذي ما دامت داخل الذكر، وإنما يكون لها حكم إذا خرجت إلى خارجه، وأنت إذا كنت مصابا بالسلس بحيث لا ينقطع الخارج وقتا يتسع للطهارة والصلاة فلا يجب عليك إلا ما يجب على المعذور، وهو الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها، ثم تصلي بذلك الوضوء الفرض وما شئت من النوافل وذلك بعد تطهير المحل من النجاسة، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 56252.

ولا يلزمك إعادة ما مضى من صلاة لأن الظاهر أن صلاتك وقعت صحيحة، وعليك إذا أديت الصلاة ألا تعيدها فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن فعل الصلاة في اليوم مرتين. رواه أبو داود وصححه الألباني. والظاهر أن تسببك في خروج هذا المذي وإن حدث بفعل محرم لا يزيل عنك وصف العذر، وإن كنت آثما ملوما على ما أتيت به، لأن المعذور هو من يستغرق حدثه جميع الوقت، وهذا الوصف ينطبق عليك، ولا يجوز لمسلم ترك الصلاة وإخراجها عن وقتها بحال، فليس من طريق إلا فعلها مع ما ذكرنا لك من التحفظ والوضوء بعد دخول الوقت إن كنت قد بلغت حد السلس؛ وإلا فعليك انتظار زمن انقطاع الخارج ثم تتطهر وتصلي، وليس معنى هذا أن تتساهل في فعل الذنب، وأن يسول لك شيطانك أنه طالما صحت صلاتك فلا حرج عليك، بل عليك أن تتذكر دائما أن الله شديد العقاب وأن السموات والأرض لا تقوم لغضبه.

وأما الجمعة فقد بينا في الفتوى رقم: 112474 أن المعذور يمكنه أن يتوضأ قبل الزوال بوقت يسير ويأتي الجمعة عملا بقول من يجيز ذلك، وكذا الجنازة، فإذا كنت توضأت للفريضة فيمكنك أن تصلي بهذا الوضوء صلاة الجنازة ما دام الوقت لم يخرج، وعليك أن تحرص على الصلاة في المسجد في جماعة، وإياك أن تفكر في ترك الصلاة أو التهاون فيها، فإن ذلك هو البلاء العظيم والشر المستطير، وحينئذ ستكون المشكلة أكبر، واحذر من الوسوسة فإنها شر عظيم ومدخل من مداخل الشيطان على العبد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة