بيان سبب ضعف حديث: لا مهدي إلا عيسى بن مريم

0 468

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم: لا مهدي إلا عيسى بن مريم. أخي المؤمن العارف بدين الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أتوجه لجنابكم الكريم بالرد على من ادعى أن الحديث ضعيف: أخبر القرآن بنزول المسيح عيسى بن مريم البتول عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى أمه و الحواريون وسلم في آخر الزمان ووافقت السنة القرآن و بشر النبي أمته بأن المسيح يصلي خلف رجل صالح له غيبة وحيراء اسم أبيه اسم أبي من أهل البيت ليس هو بالمهدي المقصود بالحرم الشريف. وإنما يبعث بعده يعاصر زمانه الدجال و اليهود متفوقون في ذلك الزمان وأخبر النبي عليه الصلاة و السلام أن السلاح هو السيف والخيل وبذلك يصح ما قاله ابن خلدون لا مهدي في ذلك الزمان إلا عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام، أما الرجل الصالح هو قائم أهل البيت كما أخبر النبي سيكون في أمتي ماكان في بني إسرائيل كما قال الإمام جعفر الصادق: إن جاءكم من وجه آخر لا تنكروه وإن لأمرنا قائم. هذا الحديث لا يعترف به بعض الطوائف البدعية
لأنه ينافي ما تدارسه عن علامات الساعة الكبرى ومن وجه آخر يبطل المزاعم , المعروف في السنة أن المهدي لا يعاصر المسيح عليهما السلام وإن كان 12 خليفة لهم قائم رقم 13 و المسيح هو 13 بعد يحيى عليهما السلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بلغت أحاديث المهدي المنتظر حد التواتر كما ذكر ذلك أئمة الحديث منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني والسخاوي والسفاريني في لوائح الأنوار، وقال الشوكاني في الفتح الرباني: الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر خمسون حديثا وثمانية وعشرون أثرا ثم سردها مع الكلام عليها ثم قال وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطلاع.

وأما حديث ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا مهدي إلا عيسى ابن مريم. فهو حديث ضعيف، ففي سنده محمد بن خالد وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو منقطع، وقد ضعفه شيخ الإسلام وعده الشوكاني في الأحاديث الموضوعة.

وقال ابن القيم في المنار المنيف: وسئلت عن حديث لا مهدي إلا عيسى ابن مريم فكيف يأتلف هذا مع أحاديث المهدي وخروجه وما وجه الجمع بينهما وهل في المهدي حديث أم لا؟

فأما حديث لا مهدي إلا عيسى ابن مريم فرواه ابن ماجة في سننه عن يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي وهو مما تفرد به محمد بن خالد، قال أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري في كتاب مناقب الشافعي محمد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله بذكر المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يؤم الأرض عدلا وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه، وقال البيهقي تفرد به محمد بن خالد هذا وقد قال الحاكم أبو عبد الله هو مجهول وقد اختلف عليه في إسناده فروي عنه عن أبان ابن أبي عياش عن الحسن مرسلا عن النبي، قال فرجع الحديث.إلى رواية محمد بن خالد وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي وهو منقطع، والأحاديث على خروج المهدي أصح إسنادا. انتهى.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6305، 61957، 19644،  6573،  16286،  63373، 32949، 80609. فقد بينا فيها بعض الأحاديث الصحيحة في شأن المهدي وتعيين الخلفاء الإثني عشر.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة