السؤال
إنني أريد أن أتوب إلى الله وأن أقلع عن المصافحة باليد أو بالوجه للبنات لا أريد أن أعصي الله لا أريد أن أغضب الله إنني أخاف الله شديد الخوف و أحب الله أكثر من نفسي لا أريد أن أفعل الحرام و لا أن أقترفه أريد فقط أن أعبد الله و أن أطيع أوامره و أتمنى أن يدخلني الله الجنة مع الذين أنعم عليهم و مع الصالحين و الأنبياء لكن في نفس الوقت لا أجد الرفقة الصالحة و لا أحد من عائلتي يشجعني على الالتزام بالدين بل في بعض الأحيان إخوتي الذين أعيش معهم يطلبون مني أن أحلق لحيتي... و البيئة التي أعيش فيها ليست ملتزمة ففي المدرسة الأغلبية غير مسلمين و الذين هم مسلمون لا يلتزمون يتهاونون كثيرا في أمور الدين الكثير منهم لا يعرف أن الموسيقى حرام أو أن حضور جنازة الكافر لا يجوز و أن يد السارق في الإسلام تقطع و أن الزاني يجلد أو يرجم فاعلها بل البعض يعارض بعضا من هذه الأمور ويقول إنها ليست من الإسلام بدون أن يأتي بدليل شرعي و في المدرسة ندرس في بعض الأحيان أشياء يمكن أن نقول تسيء إلى ديننا الحنيف الخ و أنا لا أخفي تأثري في بعض الأحيان بتصرفات زملائي العرب المسلمين و كم من مرة انتقدني زملائي الأجانب بأنني متشدد و لا أريد أن أكون منفتحا و بما يتعلق بالمصافحة في بعض الأحيان أضطر للكذب و أقول لبعض الفتيات بأنني صائم و لا أقدر أن أسلم معهن بالوجه الخ و لكن الآن أريد أن أقلع نهائيا عن هذه المصافحة لكن لا أعرف كيف أفعل هذا و كيف أرد على انتقاداتهم و أطلب من فضيلتكم أن ترشدوني إلى الصواب و كيفية الرد على انتقاداتهم و بيان أسباب حرمة المصافحة بين الرجل و المرأة و أريد الأحاديث مع شرحها بالتفصيل التي تحرم المصافحة و كذلك الأمور السلبية و الخطيرة التي تؤدي إليها المصافحة بين الرجال و النساء من أجل إقناعهم؟++
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما تعانيه من قلة الرفيق الصالح المعين على تقوى الله، وكثرة المضلين المفسدين الداعين إلى سخط الله، المشككين في أحكام الإسلام وثوابته القطعية، إنما أكبر أسبابه هو إقامتك في بلاد الكفر. وقد جاء النهي الصريح من رسول الله عن الإقامة في هذه البلاد، فقال: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله ولم؟ قال: لا تراءى ناراهما. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الألباني.
ولا شك أن الفساد قد عم أنحاء الأرض وطم، ولكن مع هذا كله فبلاد المسلمين – ولله الحمد - أحسن حالا من بلاد الكفار، وهذا لا شك فيه، ولذا فعلى المسلم ألا يزهد في بلاد الإسلام ويرغب في غيرها إيثارا لزهرة الدنيا الفانية، قال الونشريسي رحمه الله في كتابه الموسوم بـ أسنى المتاجر وبيان أحكام من غلب على وطنه النصارى ولم يهاجر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن. أخرجه البخاري والموطأ وأبو داود والنسائي وقد روى أشهب عن مالك: لا يقيم أحد في موضع يعمل فيه بغير الحق. قال في العارضة: فإن قيل: فإذا لم يوجد بلد إلا كذلك؟ قلت: يختار المرء أقلها إثما، مثل أن يكون البلد فيه كفر، فبلد فيه جور خير منه. أو بلد فيه عدل وحرام فبلد فيه جور وحلال خير منه للمقام. أو بلد فيه معاص في حقوق الله فهو أولى من بلد فيه معاص في مظالم العباد. انتهى.
فبادر - رحمك الله - إلى ترك هذه البلاد إذا كنت لا تتمكن من إقامة شعائر دينك وخفت على نفسك الفتنة، فإن السلامة لا يعدلها شيء، والهجرة في هذه الحال تكون واجبة متحتمة. جاء في فتح الباري: ... أي ما دام في الدنيا دار كفر، فالهجرة واجبة منها على من أسلم وخشي أن يفتن عن دينه. انتهى.
أما أدلة تحريم مصافحة المرأة الأجنبية، فقد سبق بيانها بالتفصيل في الفتاوى رقم: 1025 ، 2412 .
وأما حكم الموسيقى والغناء، فقد سبق ذكره بالتفصيل في الفتوى رقم: 54316 .
وأما تشييع جنازة الكافر، فقد سبق بيان حكمه في الفتوى رقم: 114621 ، 61380 ، 35531 .
وأما قطع يد السارق ورجم الزاني إذا كان محصنا أو جلده إذا كان غير محصن فهذا لا نحتاج للتدليل عليه لأنه من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة.
والله أعلم.