حكم وضع الميت في المسجد لإلقاء نظرة الواداع عليه

0 315

السؤال

السؤال : أعيش في إحدى الولايات الأمريكية بين جالية إسلامية كبيرة، وقد رأيت في أحد المساجد الكبيرة هنا أمرا جديدا لم نعهده من قبل لا في بلادنا ولا هنا، فقد أقبل القائمون على المسجد بتقليد ما يفعله النصارى في كنائسهم وغيرهم في معابدهم من عرض زعمائهم وموتاهم أمام الناس لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، فشرعوا في تقليد هذه العادة بعرض الميت المسلم أمام الناس في المسجد وقد مددوه في نعشه وكشفوا وجهه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وحين تحدثت معهم وأخبرتهم أنه يجوز أن يودع أحباب وأهل الميت ميتهم ولهم كشف وجهه وتقبيله، ولكن لا يجوز عرضه في المسجد هكذا ليلقي الناس نظرة الوداع الأخيرة عليه كما يفعل غير المسلمين، وأن هذا ليس له أصل عندنا وأنه تقليد لغيرنا، فقالوا بل هو جائز ولا حرج فيه وأنه ليس هناك دليل على منع ذلك؟ فأفيدونا أفادكم الله.
علما بأني سمعت مقطعا من فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز رحمه الله يقول إن هذا ليس له أصل لكن أحتاج إلى أدلة وأقوال تفصيلية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأمر على ما ذكرت من أن تقبيل الميت ممن يجوز له تقبيله جائز لثبوت السنة بذلك، وقد سبق بيان هذا بالفتوى رقم: 70233 .

وأما وضعه في المسجد لإلقاء نظرة الواداع عليه فلا نعلم له أصلا في الشرع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم.

فمن يجيز مثل هذا الفعل بالصورة التي يفعلها هؤلاء هو المطالب بالدليل.

ثم إن في هذا تشبها بغير المسلمين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن تشبه بقوم فهو منهم.

 هذا بالإضافة إلى أنه قد يتضمن مخالفة ما جاءت به السنة من الإسراع بالجنازة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة