السؤال
أنا فتاة في العشرينات من عمري متدينة وأحافظ على صلاتي وأصوم الفرائض والنوافل لكن في فترة مراهقتي شعرت باللذة في لمس أعضائي التناسلية فقمت بذلك مرتين أو 3 كما كنت أرى المشاهد الخليعة وعورات الآخرين على النت، بعدها من قراءتي لبعض المجلات عرفت أن ما كنت أقوم به هو العادة السرية وهي حرام فتبت لله ولم أقم بها مجددا لكن بعد 4 سنوات رجعت أرى المشاهد العارية وأنا في قمة اليأس والخجل لأني عصيت الله مجددا، فأرجو أن تخبروني بعقاب ما فعلته في صغري وكيف أتوب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا حرمة الاستمناء أي العادة السرية ومضارها في فتاوى سابقة منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69276، 34473، 7170، 45054، 5524، 1968، 24126 فيمكنك الاطلاع عليها.
ومشاهدة الأفلام القبيحة والصور الخليعة ونحوها حرام باتفاق المسلمين، كما بينا في الفتوى رقم: 3605، والفتوى رقم: 2036، وهي من الأسباب الداعية إلى ارتكاب العادة السرية وإدمانها مع ما فيها من نظر إلى العورات المحرمة...
فالواجب عليك أيتها السائلة هو أن تبادري بالتوبة إلى الله تعالى من فعلك مع العزم الأكيد على عدم العودة مرة أخرى، ثم عليك بالأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة فإن الله يكفر بها السيئات ويمحو بها الخطيئات، قال سبحانه: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين {هود:114}.
واعلمي أن غوائل الشهوة وشرورها تندفع عنك بكثرة الصيام، ففي الحديث المتفق عليه: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
. قال النووي: والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ويقطع شر المني كما يفعله الوجاء. انتهى.
وجاء في فتح الباري: لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل تقوى بقوته وتضعف بضعفه. انتهى...
وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 6995 فإن بها نصائح لمن غلبته شهوته.
ثم عليك بالإكثار من الصلاة وذكر الله فإنهما حرز للمرء أيما حرز من مقارفة الفواحش والمنكرات، قال سبحانه: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر {العنكبوت:45}.
جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر. قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.
وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
والله أعلم.