الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات تربوية لتجنب العادة السرية

السؤال

أنا شاب في الرابعة والعشرين من عمري أعاني من العادة السرية، ولكني أجاهد نفسي مما يدعوني إلى مشاهدة بعض الأفلام القبيحة بالرغم من أني ملتزم بعض الشيء وأرغب في الزواج وأبي مقتدر إلى حد ما وكل ما أفاتحه في ذلك يهرب مني بأي شيء مما يجرئني على المعاصي لأني أعتقد أنه هو السبب في ما أنا فيه، أرجو منكم أن تدلوني ماذا أفعل بالضبط بخطوات عملية؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك ممارسة العادة السرية فهي محرمة شرعاً وطبعاً لما لها من أضرار نفسية وبدنية، وقد بينا حرمتها ومخاطرها في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 24126، وذكرنا بعض النصائح للمبتلى بتلك العادة السيئة في الفتوى رقم: 34473.

كما لا يجوز مشاهدة الأفلام القبيحة والصور الخليعة ونحوها، كما بينا في الفتوى رقم: 3605، والفتوى رقم: 2036. وهي من الأسباب الداعية إلى ارتكاب العادة السرية وإدمانها مع ما فيها من نظر إلى العورات المحرمة.

والعلاج الأمثل لإخماد نار الشهوة هو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه، واللفظ للبخاري.

وأما معاندتك لأبيك لعدم تزويجه إياك فإنه عمل غير صالح، وإساءتك إنما هي على نفسك (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ولا يجب على الأب تزويج ابنه على الصحيح، كما بينا في الفتوى رقم: 50915، والفتوى رقم: 27231. ولكن ينبغي له فعل ذلك من باب الإحسان سيما إذا كان الابن فقيراً عاجزاً والأب غنياً؛ لما في ذلك من إعانته على إعفاف نفسه واتقائه لما يغضب ربه، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..... {التحريم:6}، وإذا لم يفعل الأب ذلك فلا يسقط ذلك بره ووجوب الإحسان إليه، بل إن تودد الابن لأبيه ومبالغته في بره والإحسان إليه مما يستوجب عطفه وحنانه وتلبيته لرغبات ابنه.

فاتق الله تعالى في نفسك ولا توبقها بارتكاب المعاصي والوقوع في المحرمات، مثل العادة السرية والنظر إلى الأفلام الإباحية والصور الخليعة وغيرها. وللاستزادة في حكمها وكيفية الخلاص منها راجع الفتوى رقم: 23935.

وننصحك باتخاذ الرفقة الصالحة والبعد عن أصدقاء السوء والتزام العلاج النبوي لإخماد نار الشهوة بكثرة الصوم وغض البصر وشغل النفس بما ينفعها من تعلم العلوم النافعة وإياك والخلوة والفراغ، فإنهما سبيلان لكثرة الهواجس والوساوس التي يصل الشيطان منها إلى المرء فيغويه ويضله، نسأله سبحانه أن لا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، وأن يؤتيك من أمرك رشداً إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني