نذر أن يذبح في زمن محدد إن شفى الله زوجته

0 205

السؤال

أثناء مرض زوجتي نذرت أنها إذا شفيت أن أذبح سبعة خراف في موعد ذكرى زواجنا.
سؤالي: هل يجب أن أذبحها في ذكرى الزواج القادم مباشرة أم يجوز التأخير إلى سنوات قادمة، وهل يجب ذبحها جميعها مرة واحدة، أم يجوز تجزئتها في كل سنة عدد حتى أتم السبعة، وهل يجوز لي الأكل منها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنذر المنعقد هو ما كان بقصد التقرب إلى الله تعالى، فإذا كان السائل قصد بهذه الذبائح التقرب إلى الله فيجب عليه الوفاء، والوفاء بالنذر إنما يكون بالطريقة التي قصدها الناذر نفسه، فإن أقته بوقت معين فلا يجوز تأخيره عن هذا الوقت بغير عذر، فإن أخره عن وقته المحدد له أثم ووجب عليه كفارة يمين للتأخير، مع بقاء وجوب الوفاء بالنذر.

وعليه فإن كنت نويت ذبح النذر في الذكرى القادمة مباشرة ــ وهذا هو الظاهر ــ  فلا بد من الالتزام بذلك وإلا وجبت الكفارة للتأخير.

وإن كنت قصدت موعد الذكرى في أي سنة كانت فيتحقق الوفاء بالنذر إذا ذبحت في هذا الموعد في أي سنة كانت إلا أن المبادرة أولى بلا شك، إبراء للذمة، ومخافة انقضاء الأجل قبل الوفاء.

وكذلك الحال في مسألة ذبح الخراف السبعة جميعا أو تفريقها، ومسألة أكل الناذر منها وعدمه، كل هذا بحسب نيته، فإن نوى ذبحها جميعا وجب ذلك، وإن نوى مجرد إكمال هذا العدد على أي وجه كان جاز تفريقها.

وإن كان نوى صرف النذر كله لجهة معينة وجب صرفه لها، ولا يجوز له عندئد الأكل منه، وإذا لم تكن للنذر جهة معينة فلا مانع من أكله منه.

وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 471، 71886.

ثم نود أن ننبه السائل الكريم إلى أمرين، الأول: أن الإقدام على هذا النذر المشروط مكروه، وقد حرمه بعض أهل العلم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 5526.

والثاني: أن اختيار موعد ذكرى الزواج إن كان على سبيل الاحتفال به وجعله عيدا، فليس هذا من عادات المسلمين، ولا من هدي السلف الصالحين.

 وفي هذه الحالة ينبغي تعجيل الوفاء بالنذر عن هذا الوقت، وإن كان مجرد كون هذا الموعد مناسبا من حيث تحصيل المال أو تواجد الأهل أو غير ذلك مما لا يقصد لذاته فلا بأس بذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة