زوجها يفرط في صلاة الجماعة ويكثر من الجدال

0 403

السؤال

زوجي الحمد لله يصلي ويلبي كل ما نطلبه ويرضي والديه لكنه يصلي في البيت والمسجد يبعد عن البيت 200متر فقط وعندما أشدد عليه أن يذهب إلى المسجد تحدث بعض المناوشات وأشعر أنه سيصبح يكرهني من كثرة ما أشدد عليه فهل عملي صحيح معه وإذا كان خطأ كيف أتعامل معه، والمشكلة الثانية التي أعاني منها أنه كثير الجدال أبسط الأشياء لا تحتاج إلى جدال يجادل فيها وعندما أقول له عن الأمر أنه لا يحتاج إلى جدال يدرك ذلك ويبتسم أي أنه يعرف نفسه لكن كيف يغير هذه العادة وهي مذمومة؟
وسؤال آخر تمر أيام وأشهر وأشعر أن الحياة (روتين) فقط يأتي زوجي يلاعب ابنه الصغير ثم يذهب إلى النوم دون أن أشعر بأي نوع من العاطفة منه ولا كلمة جميلة حتى يقولها لي فأنا أشعر بالضجر من هذه الحياة فماذا أفعل، حيث إنني أحاول أن أجعل حيوية في البيت دون فائدة وهو يكبرني بـ 11سنة؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الصحيح من أقوال أهل العلم أن أداء الصلاة في المسجد مع الجماعة واجب على الرجال للأحاديث الصريحة والصحيحة الدالة على ذلك.. وعليه فمن صلى في بيته من غير عذر فقد عصى الله تعالى وأثم، والصلاة صحيحة على قول الجمهور، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 34242، والفتوى رقم: 1415.

وأما بخصوص نصيحتك له فأحرصي على أن تكون باللين والحكمة، فإن صار الأمر إلى إثارة المشكلات والخلافات بينكما عندها فاتركي نصيحته، فقد أديت ما عليك وحسابه على ربه...

أما بخصوص ما عنده من جدل فذكريه بكراهة الجدال دون حاجة في الشرع فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم بيت في ربض  الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. رواه أبو داود وغيره وحسنه الألباني.

وفي البخاري ومسلم: إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم. والجدال في كل الأمور الصغيرة والكبيرة مضيعة للوقت ومذهبة للمروءة وهو من سفاسف الأمور التي يبغضها الله.

 ففي الحديث الصحيح: إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها. صححه الألباني. وراجعي في الفتوى رقم: 66789 ثواب الإعراض عن الجدال والمراء.

وأما ما تجدينه من كآبة وفتور في البيت فننصحك بمراجعة استقامتكما على أمر الله تعالى، فإن الله سبحانه بحكمته وفضله قد جعل الرضا والفرح والسرور والنشاط والأنس وقرة العين في طاعته وامتثال أوامره، وجعل أضداد هذه من الهم والحزن والضيق والكآبة في التفريط في الطاعة وفعل المعصية، وقد قال سبحانه: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا {النساء:123}، وقد روى ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به.... وكل شيء عملناه جزينا به، فقال: غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن ألست يصيبك اللأواء، قال: فقلت: بلى، قال: هو ما تجزون به...

 فدل هذا الحديث على أن ما يصيب المؤمن من هم وحزن وكآبة إنما هو بسبب ذنوب تقدمت منه وهذا من رحمة الله فإنه يكون كفارة لذنوبه، وأما بخصوص الأسباب المادية التي تخرج البيت من فتوره وخموله فننصحك أن تراجعي في هذا قسم الاستشارات في الشبكة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة