السؤال
أنا زوجة أحب زوجي وأصونه في حضوره وغيابه، لكن عندما يجرجني زوجي بقول أو فعل أناقشه فيقول: أنت إذا اطعتني دخلت الجنة، أما أنا فلا، أعلم أنه على حق في الشطر الأول، ما قول الشرع في الشطر الثاني، هل هو على حق، هل يحق له شرعا أن يهمل إحساسي بدعوى أن طاعتي ليست من الأسباب التي شرعها الله لدخول الجنة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لهذا الزوج أن يستعمل ما منحه الشرع من قوامة على زوجته في إيذائها وجرح كرامتها والاستهتار بمشاعرها، ولا يجوز له أن يصادر حق زوجته في المشاورة وإبداء الرأي فيما يخص حياتهما بحجة أنها إن أطاعته دخلت الجنة، أما هو فلا.. فإن الشريعة المباركة التي جعلت طاعة الزوج سببا من أسباب رضوان الله والفوز بالجنان، هي نفسها التي جعلت الإحسان إلى الزوجة وإكرامها ومعاشرتها بالمعروف سببا من أسباب رضوان الله والفوز بثوابه أيضا، ولم لا؟ وقد قال الله سبحانه يوصي الأزواج بزوجاتهم: وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا {النساء:19}، وقال سبحانه: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف {البقرة:228}.
قال ابن كثير رحمه الله: ولهن على الرجل من الحق مثل ما للرجال عليهن، فليؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف. انتهى.
وقال السعدي رحمه الله: وللنساء على بعولتهن من الحقوق واللوازم مثل الذي عليهن لأزواجهن من الحقوق اللازمة والمستحبة. انتهى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
وفي رواية أخرى: خيركم خيركم للنساء.
والذي ينظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليرى العجب من إحسان النبي لأزواجه وقيامه بمصالحهن وصبره عليهن وتغاضيه عن هفواتهن وأخطائهن.
والله أعلم.