هل يأثم الوالدان إذا ارتكب أبناؤهم المعاصي

0 369

السؤال

عمري سبع عشرة سنة عندي سؤال: لو مثلا فعلت شيئا محرما هل يأثم الوالدان ( الأم والأب) ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في الشرع أن لا يحمل أحد  ذنب أحد، قال تعالى: ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى {الأنعام:164}

وعن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع:  ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

لكن الواجب على الوالدين أن يحسنوا تربية أولادهم، قال تعالى:  يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.  {التحريم:6}

فإن قصروا في التربية فهم مسؤولون، لقوله صلى الله عليه وسلم:  كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته. متفق عليه.

كما أن الوالدين يأثمان إذا أعانا ولدهما على المعصية أو يسرا له أسبابها أو أقراه عليها.

وننبه السائل إلى خطر التهاون في ارتكاب المعاصي ووجوب اجتناب المحرمات، ونوصيه بالحرص على مرضاة ربه حتى ينشأ في طاعة الله، فيكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. متفق عليه.

وللفائدة راجع الفتوى رقم:  55875.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات