الترهيب من إفشاء الأسرار

0 216

السؤال

كنا في ضيافة أخي لمدة شهر وأثناء ذلك قامت زوجة أخي بسرقتنا، حيث كانت تسرق مبالغ نقدية وخاتم ذهب ولكن لم يكن لدينا دليل على ذلك وبعد فترة وجيزة قمت بتفتيش أغراضها فوجدت سنسال ذهب وعدة مكياج وبمواجهتها أنكرت ذلك ولكن اعترفت بسنسال الذهب بأنها وجدته ولا تعرف لمن هو وقامت بتخبئته وعند علم أخي حلف عليها إن كانت قد فعلت ذلك بأنه إذا ثبت عليها أي شيء سوف يطلقها وهي حامل أيضا ولا يريدها ولا يريد الذي في بطنها وسوف يعيدها إلى أهلها، وتحرم عليه، ولكن أخي لم يصدقني لا أنا ولا زوجتي واتهم زوجتي بأنها هي التي وضعت لها الطعم وهي من دبر لها ذلك لأنها تغار منها، ودعا على زوجتي بأن يحرمها من الولد إذا ادعت على زوجته بذلك.
ولكن عندما علمت إحدى أخواتي بذلك قالت هي أيضا سرقت من عندي عندما كانت بضيافتي، وعندما علم أخي الكبير أيضا بذلك قال هي سرقت من بيتي خلال شهر رمضان عندما كانت معزومة عندي وطلبنا من الله ان يفضحها، وللعلم هي لا تصلي وتكذب وحلفت على القرآن بأنها لم تأخذ شيئا مني، وأخي صدقها لكنه تأكد من أنها سرقت من عند أختي فقام بتطليقها طلقة واحدة بدل حلفه باليمين مع العلم بأنه قال سوف أطلقها ولا أريدها بالمرة وسوف أعافها وأعيدها إلى أهلها، والآن هو لا يعلم بأنها سرقت من بيت أخي الكبير لأنها قامت بالاتصال بأخي الكبير وطلبت منه عدم إخبار أحد بما فعلته ووعدها بذلك.
المشكلة ولغاية الآن يتهمني وزوجتي بأننا نكذب على زوجته وقد اتهمنا بقذفها بشبهة السرقة، مع أننا وجدنا السنسال لديها واعترفت بأنها وجدته خلف الخزانه ولا تعلم أنه لنا مع العلم بأنه لم يدخل بيتها سوى نحن خلال هذه الفترة واعترفت بسرقة أختي أيضا السؤال هل أخبره عن سرقتها لأخي الكبير حتى يقتنع بأننا لا نكذب على زوجته لأن أخي الكبير له مكانته في العائلة ولا يمكن أن يكذب على زوجته مع أنه طلب مني عدم إخبار أحد بالموضوع لكونه وعدها بأن لا يخبر أحدا وبالنسبة لحلفه عليها بالطلاق وبأني سوف أعافها... أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك أن تخبر أخاك بسرقة زوجته من أخيكم الأكبر طالما أنه ائتمنك على هذا السر، فإن فعلت فقد أفشيت سره، وإفشاء السر حرام لأنه خيانة للأمانة وإخلاف للوعد، والله سبحانه لا يحب الخائنين، قال سبحانه: إن الله لا يحب الخائنين {الأنفال:58}.

 قال صاحب الإنصاف: قال في أسباب الهداية: يحرم إفشاء السر. وقال في الرعاية: يحرم إفشاء السر المضر. انتهى.

 قال الغزالي في الإحياء: وإفشاء السر خيانة وهو حرام إذا كان فيه إضرار، ولؤم إن لم يكن فيه إضرار. انتهى.

 وقال الماوردي: إظهار الرجل سر غيره أقبح من إظهار سر نفسه لأنه يبوء بإحدى وصمتين: الخيانة إن كان مؤتمنا، والنميمة إن كان مستخبرا، فأما الضرر فيما استويا فيه أو تفاضلا فكلاهما مذموم وهو فيهما ملوم. انتهى.

أما بالنسبة لحلفه عليها بالطلاق فقد ذكرت أثناء حديثك أنه وعد بطلاقها، وقال إنه سوف يطلقها ولا يريدها أبدا، وهذا ليس بطلاق قطعا لأن الوعد بالطلاق ليس بطلاق، ثم ذكرت بعد ذلك أنه طلقها تطليقة فإن كانت هذه التطليقة صريحة ناجزة ليس فيها وعد ولا تعليق فإنها تقع ويحق لزوجها مراجعتها في العدة ما لم تكن هذه هي الطلقة الثالثة؛ وإلا فإنها تكون قد حرمت عليه ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره نكاح رغبة لا نكاح تحليل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة