السؤال
في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع المليء بالمعرفة حيث أفادني كثيرا من الناحية الدينية والطبية والنفسية وغير ذلك...
و سؤالي هو كيف أقنع أخواتي في الإسلام بحرمة التعطر عند الخروج من المنزل وما هو حكم من يفعل ذلك ويشم الناس رائحة العطر منه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله لك حرصك على هداية أخواتك وبيان الحق لهن, ثم اعلمي وفقك الله أن الإسلام سد ذرائع الشر وأغلق أبواب الفتنة حرصا على سلامة قلوب المسلمين وطهارة نفوسهم، ومن ذلك نهي الشريعة المطهرة النساء عن التطيب والتعطر عند غير محارمهن من الرجال لما لذلك من الأثر السيئ على قلوب الرجال، وقد وردت في ذلك جملة من الأحاديث الشريفة نسوق لك بعضها -فعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية.
-وعن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا . أخرجهما النسائي.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة. رواه مسلم.
وعن موسى بن يسار عن أبي هريرة: أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال: يا أمة الجبار المسجد تريدين؟ قالت: نعم، قال: وله تطيبت ؟ قالت: نعم، قال: فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل . أخرجه أبو داود وابن ماجه, وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة.
وقال ابن دقيق العيد : وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال. نقله المناوي في فيض القدير في شرح حديث أبي هريرة الأول.
وإذا كان النهي عن التطيب حال خروج المرأة إلى المسجد فعند خروجها إلى غيره أولى وأولى, وقد كان عمر رضي الله عنه يضرب بدرته من تتطيب ويقول: تتطيبن وقد علمتن أن قلوب الرجال عند أنوفهم.
فالمسلمة الصادقة إذا سمعت بهذه النصوص اقشعر جلدها وخافت أن تقع تحت طائلة هذا الوعيد، ولا يحتاج المسلم إلى ما يقنعه أكثر من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى.
والله أعلم.