السؤال
وصلتني الرسالة التالية من أحد الأحبة وهي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي عبد اللهشكرا لك على جوابك المباشر وجزاك الله كل خير على صراحتك وبارك بك.. لكن أخي عبد الله ألا ترى معي أنه يجب إعادة النظر من طرف العلماء في مسألة علم الله المسبق، فبعد نقاشي مع كثير من الملاحدة وجدت أن هذه ربما هي أكبر عقبة في فهم الإسلام من طرف الكثير منهم فالكل يتحدث عن أن الله خلق إنسانا كافرا سيدخله النار بالرغم من أنه يعلم أنه سيخلقه وسيكفر به ومع ذلك يخلقه ويتوعده بالنار يعني أشياء كثيرة تثيرها هذه النقطة العقدية الحساسة ولكن للأسف لا نجد من علمائنا إلا التمسك بتعاريف أئمة سبقوهم لم يصابوا بفتنة بحجم فتنة الأنترنت الذي فتح حوارا عالميا وقرب بين كل بعيد وجعلني وأنا في بيتي أتحاور مع ملحدين لم أكن أظن يوما أنهم أصلا موجودون والذي دفعني أيضا إلى البحث في هذه النقطة هو عدم اقتناعي شخصيا بالتعريف المتعارف عليه وهو علم الله المطلق فهذا تعريف ليس من شأنه إلا أن يجعل الله سبحانه ميتا لا يتحرك يعلم مسبقا ماذا سيفعل يعني أعتذر عن اللفظ و لكنها قمة في الاستخفاف بالعقل فكيف يعقل أن يعلم الله ماذا سيفعل غدا أو بعد غد يعني مثلا نفترض أنه سبحانه يعلم أنه سيخلق طفلا اسمه زيد غدا طيب إذا اعتبرنا هذا صحيحا فالله لا يمكنه ألا يخلق زيدا غدا لأنه إذا لم يخلقه وغير رأيه فمعنى هذا أنه اليوم لم يكن يعلم أنه سيغير رأيه ولا يخلق زيدا وإذا خلقه معنى ذلك أنه لا يمكنه ألا يخلقه أي أنه غير فعال لما يريد ألا ترى أخي أنه استخفاف بالعقول هذا الذي يريدون منا تصديقه يعني يريدون من الدعاة للإسلام أن يدعوا بشيء هم غير مقتنعين به لا أتحدث عن نفسي فأنا أبعد ما أكون عن داعية فأنا لا أفقه إلا اليسير من الدين و لكن مادمت أخي أنت الذي تفوقني علما في الدين بعشر سنين حسب قولك ليس لديك الجواب فما بالي أنا كيف يمكن أن يكون لي جواب على هذا السؤال انطلاقا مما نقرأه من كتب الأسلاف.أود أن أقول لك شيئا أخي الحبيب إن بحثي بهذه النقطة الحساسة هو من خوفي على تحميل صفات الله ما لا تحتمله من تعاريف وأرجو منك أن تبحث في هذا الموضوع جاهدا ولا تخف في الله لومة لائم فكم من عالم جليل اتهموه بالكفر و بالزندقة فابن رشد اتهموه وابن تيمية حبسوه وابن حنبل جلدوه هذه هي ضريبة من يقول كلمة الحق إما أن نواليهم و نقول ما يشتهون وإما أن يتهمون من يقول الحق خوفا من الله يتهمونه بالكفر والعياذ بالله.
هذا ما لدي أخي الكريم ودمت في رعاية الله... وسؤالي كيف أجيب هذا المسلم؟ وبارك الله فيكم.