السؤال
سيدي الكريم, أعيش ببلجيكا وهي بلد غير إسلامي، ولكن شرائعه وقوانين عديدة فيه إسلامية من دون أن يدرك الإنسان هذا, وخاصة التأمينات الاجتماعية حيث يتساوى دخل الغني والفقير فيه.
أعيش هنا وأدرس اختصاص: دراسات شرق أوسطية من دين وثقافة وما إلى ذلك، حتى السياسة.
جزء هام من دراساتنا هي العبرية واليهودية، أسبوع واحد فقط قبل أحداث غزة كان علي تقديم بحث عن شرائع التلمود, ولكوني عربيا علي أن أظهر الحيادية أمام مدرسي، وخاصة القسم اليهودي. بالصدفة تم اختياري لدراسة حوارات ومقالات تلمودية بين حاخام وأناس يهود، في تلك الحوارات التقطت جملا تؤكد مثلا على استعلاء اليهود أنفسهم على باقي شعوب العالم.1- على جميع المدن أن تعلم التلمود، إن أبت؟ فعلى اليهودي نفيها لمدة, إن أبت؟ فعليه تدميرها بمن فيها -عند قراءة هذا أمام مسمع الطلبة البلجيكيين, الكل كان متفاجئا من تلك العدوانية البريئة من شريعة موسى.2- ناهيك عن الإشارة إلى أن الأرض الموعودة- إسرائيل- يسكنها عرب خونة لا رب لهم، يجب الحذر منهم -فكان شيئا ممتعا لي بأن أتلو ذلك، وأنا عربي ومسلم أمام البلجيكيين الذين لا يعرفون الآن عن الإسلام والعرب من خلالي إلا التسامح والعفو والوجه الحسن.3- فكان لهم ذلك تناقضات بتناقضات -عرب خونة لا رب لهم-وخاصة بربط تلك الصورة بي.
أسبوع واحد بعد ذلك بدأت حرب غزة، وقتل الأطفال التي جاءت لتطرح السؤال نفسه، هل أؤلئك العرب هم الذين لا رب لهم أم شعب آخر؟
فبالفعل سمعة إسرائيل هوت إلى الحضيض بعد تلك الحرب, ووقفة الشعوب الأوروبية لجانب الفلسطينيين تكبر بقدر ما تكبر كراهيتهم لشعب إسرائيل غير العلنية كما ألاحظ أنا.
سؤالي: كيف يمكن أن أقنع زملائي ورفاقي الإنسانيين لدرجة, رغم إلحادهم بدحض فكرتهم:
لو كان هناك رب لما ترك أطفال فلسطين تموت هكذا؟
رغم محاولاتي العديدة لشرح أن الإبتلاء والشر موجود، والهدف محاربته.
في النهاية، أريد أن أقنعهم بأن هناك ربا بطرق بسيطة ليفهموها فكيف؟
هل يعتبر توضيح تلك الصورة وغيرها عن الإسلام، وبيت المقدس للغرب، جهادا فى سبيل الله ولو كان فقط بالكلام؟
ولكم تحياتي وشكري.