إقامة البراهين للملحدين على أن هناك ربا لأطفال فلسطين

0 356

السؤال

سيدي الكريم, أعيش ببلجيكا وهي بلد غير إسلامي، ولكن شرائعه وقوانين عديدة فيه إسلامية من دون أن يدرك الإنسان هذا, وخاصة التأمينات الاجتماعية حيث يتساوى دخل الغني والفقير فيه.
أعيش هنا وأدرس اختصاص: دراسات شرق أوسطية من دين وثقافة وما إلى ذلك، حتى السياسة.
جزء هام من دراساتنا هي العبرية واليهودية، أسبوع واحد فقط قبل أحداث غزة كان علي تقديم بحث عن شرائع التلمود, ولكوني عربيا علي أن أظهر الحيادية أمام مدرسي، وخاصة القسم اليهودي. بالصدفة تم اختياري لدراسة حوارات ومقالات تلمودية بين حاخام وأناس يهود، في تلك الحوارات التقطت جملا تؤكد مثلا على استعلاء اليهود أنفسهم على باقي شعوب العالم.1- على جميع المدن أن تعلم التلمود، إن أبت؟ فعلى اليهودي نفيها لمدة, إن أبت؟ فعليه تدميرها بمن فيها -عند قراءة هذا أمام مسمع الطلبة البلجيكيين, الكل كان متفاجئا من تلك العدوانية البريئة من شريعة موسى.2- ناهيك عن الإشارة إلى أن الأرض الموعودة- إسرائيل- يسكنها عرب خونة لا رب لهم، يجب الحذر منهم -فكان شيئا ممتعا لي بأن أتلو ذلك، وأنا عربي ومسلم أمام البلجيكيين الذين لا يعرفون الآن عن الإسلام والعرب من خلالي إلا التسامح والعفو والوجه الحسن.3- فكان لهم ذلك تناقضات بتناقضات -عرب خونة لا رب لهم-وخاصة بربط تلك الصورة بي.
أسبوع واحد بعد ذلك بدأت حرب غزة، وقتل الأطفال التي جاءت لتطرح السؤال نفسه، هل أؤلئك العرب هم الذين لا رب لهم أم شعب آخر؟
فبالفعل سمعة إسرائيل هوت إلى الحضيض بعد تلك الحرب, ووقفة الشعوب الأوروبية لجانب الفلسطينيين تكبر بقدر ما تكبر كراهيتهم لشعب إسرائيل غير العلنية كما ألاحظ أنا.
سؤالي: كيف يمكن أن أقنع زملائي ورفاقي الإنسانيين لدرجة, رغم إلحادهم بدحض فكرتهم:
لو كان هناك رب لما ترك أطفال فلسطين تموت هكذا؟
رغم محاولاتي العديدة لشرح أن الإبتلاء والشر موجود، والهدف محاربته.
في النهاية، أريد أن أقنعهم بأن هناك ربا بطرق بسيطة ليفهموها فكيف؟
هل يعتبر توضيح تلك الصورة وغيرها عن الإسلام، وبيت المقدس للغرب، جهادا فى سبيل الله ولو كان فقط بالكلام؟
ولكم تحياتي وشكري.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالبداية مع أمثال هؤلاء لا بد أن تكون عن الإيمان بالله تعالى والإيمان باليوم الآخر، والبراهين الدالة على ذلك مع بيان حقيقة الحياة الدنيا وقدرها، فإنها لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء، فإن هم عرفوا ذلك قادهم لفهم قضية الغاية من خلق السموات والأرض، والحياة والموت، وهي الابتلاء والامتحان، ليميز الله الخبيث من الطيب.

 ومن جملة هذا الامتحان الذي خلق الإنسان من أجله ما يحصل لأطفال غزة، وغيرها من أنواع الآلام، وفي ذلك حكم كثيرة منها: تمييز المؤمن الذي يهب لامتثال أمر الله بنجدة وإعانة أمثال هؤلاء الأطفال ومن في حكمهم من الاستضعاف من المنافق الذي لا يعنيه إلا نفسه فلا يمتثل لله أمرا ولا يعرف للناس حقا، قال الله تعالى: ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم* سيهديهم ويصلح بالهم* ويدخلهم الجنة عرفها لهم* يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم {محمد:4-5-6-7}، وقال سبحانه: وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا {النساء:75}، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75978، 13270، 94560، 110965، 75468، 74500، 117638.

وأما توضيح صورة الإسلام وبيت المقدس للغرب وهل يعتبر جهادا في سبيل الله؟

فالجواب: نعم، يعتبر هذا نوعا من الجهاد، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 117735 وما أحيل عليه فيها.

 وأخيرا ننبه السائل الكريم على أن معاملة هؤلاء الملحدين وحتى الفاسقين من المسلمين، ينبغي أن تكون في حدود بيان الحق لهم ودعوتهم إليه، ولا تتعدى إلى مرحلة الصحبة والخلة، فالمرء على دين خليله، والصاحب ساحب، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 114256.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة