السؤال
أعاني كثيرا من الأحيان بضيق التنفس أثناء إمامة المصلين، ومع حفظي اليقين للآيات التي سأقرؤها وتكرارها قبل الصلاة فإني أجد صعوبة في إكمالها في الصلاة - هل أمتنع عن الإمامة وأصلي مع المصلين، علما بأن معظم المصلين هنود وباكستانيون لا يجيدون العربية، وبعض العرب ممن لا يعرف ضوابط التشكيل للأحرف ؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي نظنه أن ما تشعر به من ضيق التنفس أمر ناشئ عن عوامل نفسية لا غير، ومنشؤ ذلك فيما يظهر هو ضعف الثقة بالنفس والخوف من الخطأ، وقبح الصورة أمام المصلين، وهذا ما يعاني منه كثير ممن يتصدرون للإمامة، وعلاج ذلك يكون بالتوكل على الله عز وجل والاستعانة به، فهو الذي ييسر كل عسير، وعليك أن تتعوذ بالله من الشيطان ووسوسته، فإنه يريد الحيلولة بينك وبين الخير. وعليك بالإخلاص، وأن لا تفكر فيما يقوله عنك المصلون، بل اجعل نظرك وفكرك في موقفك بين يدي ربك تعالى، واجعل همك مرضاته وحده، واعلم أنك على خير عظيم حين تتصدى للإمامة، إذا كنت أقرأ الجماعة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله. أخرجه مسلم. فإذا كنت أقرأ القوم كما يظهر من سؤالك فنصيحتنا لك أن تجاهد نفسك مستعينا بالله عز وجل على طاعته مخلصا له، ولن يخيب سعيك، فقد قال عز وجل: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا {العنكبوت:69}.
واعلم أن من لا يقيم القراءة لعجمته، وإن كان معذورا فتصح صلاته لنفسه، لكن الجمهور على أنه لا يكون إماما إلا بمثله. فاحرص على إخراج نفسك والمصلين من هذا الخلاف.
وأما من يخطئ في التشكيل إذا كان لا يحيل المعنى في الفاتحة فصلاته صحيحة، وأما اللحن في غير الفاتحة، فلا تبطل به الصلاة، وقد ذكرنا هذه الأحكام مفصلة في فتاوى كثيرة. وانظر للفائدة الفتوى رقم: 78091، ورقم: 105126، وننصحك أن تراجع قسم الاستشارات بموقعنا فستجد عندهم من الإرشادات ما يعينك على التخلص مما تجده.
والله أعلم.