السؤال
هل ورد عن الحنابلة، أو عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- القول بأنه إذا رأى شخص خيال كلب فإنه يتوضأ، وبالنسبة للكلب لو أن شخصا مس أى شئ فى جسم الكلب ينتقض وضوؤه أم فقط لعابه؟ أم أن الطهارة باقية ويقوم الشخص بغسل يده التى مست لعاب الكلب؟
هل ورد عن الحنابلة، أو عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- القول بأنه إذا رأى شخص خيال كلب فإنه يتوضأ، وبالنسبة للكلب لو أن شخصا مس أى شئ فى جسم الكلب ينتقض وضوؤه أم فقط لعابه؟ أم أن الطهارة باقية ويقوم الشخص بغسل يده التى مست لعاب الكلب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقول بأن من رأى خيال الكلب انتقض وضوؤه قول باطل لا قائل به من الأئمة المعتبرين، ونسبة هذا القول إلى الإمام أحمد من أقبح الكذب عليه خاصة، وعلى الحنابلة عامة. كما أن لمس الكلب ليس ناقضا للوضوء أيضا، وكذا لعاب الكلب ليس ناقضا للوضوء أيضا، ولكن من أصابه شيء من لعاب الكلب فالواجب عليه أن يغسل ما أصابه منه من بدنه، أو ثوبه سبع مرات أولاهن بالتراب في قول كثير من أهل العلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا أولاهن بالتراب. متفق عليه.
وأما من لمس الكلب وعليه رطوبة، أو كانت يده مبتلة، فمن ذهبوا إلى طهارة الكلب كالمالكية أو إلى طهارة ظاهره كالحنفية واختيار شيخ الإسلام فإنهم لا يوجبون غسل شيء من ذلك، لأن عرق الكلب عندهم طاهـر، وأما الشافعية والحنابلة فيوجبون تطهير اليد في تلك الحال بغسلها سبعا أولاهن بالتراب. قال ابن قدامة: ولا فرق بين النجاسة من ولوغ الكلب، أو يده، أو رجله، أو شعره أو غير ذلك من أجزائه، لأن حكم كل جزء من أجزاء الحيوان حكم بقية أجزائه. انتهى. وهذا القول أحوط.
والله أعلم.