السؤال
هل يجوز قيام الليل بالإستغفار فقط؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إحياء الليل وقيامه يحصل بما تكون به عمارة الليل بالطاعة من الأذكار، والدعوات، وقراءة القرآن والصلاة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 78196.
والاستغفار من جملة الذكر والدعاء فإنه طلب المغفرة من الله عز وجل، وقد أثنى الله على عباده المتقين الذين يستغفرون بالسحر وهو آخر الليل، فقال عز وجل: وبالأسحار هم يستغفرون. {الذاريات:18}.
فلا شك أن الاستغفار بالليل وبخاصة في آخره حين ينزل الرب عز وجل إلى سماء الدنيا فيغفر للمستغفرين ويجيب الداعين، ويعطي السائلين من أفضل القربات، وأجل الطاعات، وفيه خير عظيم.
وإن كانت الصلاة بالليل هي أفضل ما يشتغل به العبد لاشتمالها على الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن، وقراءة القرآن أفضل من التسبيح والدعاء والاستغفار لشرفه وكونه كلام الله عز وجل، فحصل أن أفضل ما يحصل به قيام الليل هو الصلاة، ثم قراءة القرآن، ثم الذكر والدعاء ومنه الاستغفار، وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية ما ذكرناه:
فقد سئل رحمه الله عن من يحفظ القرآن أيهما أفضل له: تلاوة القرآن أو التسبيح والأذكار، فأجاب: إذا قام من الليل فالقراءة له أفضل إن أطاقها، وإلا فليعمل ما يطيق، والصلاة أفضل منهما، ولهذا نقلهم عند نسخ وجوب قيام الليل إلى القراءة فقال: إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن... انتهى.
والله أعلم.