السؤال
صديقي خطب أختي وهو يصلي ولله الحمد، لكن هناك شيء فيه جعلني لا أرتاح اتجاهه وهو أنه يغازل حتى الآن، مع أني نصحته كثيرا. فما الحكم في ذلك؟
وشكرا.
صديقي خطب أختي وهو يصلي ولله الحمد، لكن هناك شيء فيه جعلني لا أرتاح اتجاهه وهو أنه يغازل حتى الآن، مع أني نصحته كثيرا. فما الحكم في ذلك؟
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الذي ننصحك به تجاه صديقك هذا هو أن تنصحه في الله جل وعلا، وأن تبين له أن ما يفعله من مغازلة النساء والانبساط إليهن أخطر شيء على دينه وخلقه، كما جاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
فيجب على المرء أن يحتاط أشد الحيطة في تعامله مع النساء، ومعلوم أن الشريعة عندما تحرم الشيء فإنها تسد الذرائع الموصلة إليه، ومن أجل ذلك حرمت الشريعة النظر للنساء والخلوة بهن وغير ذلك مما هو ذريعة للوقوع في الحرام.ولا شك أن مغازلة النساء ذريعة قوية للافتتان بهن والوقوع معهن في ما حرم الله، وقد نص العلماء على تحريم الحديث مع المرأة الأجنبية الشابة بدون حاجة، قال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية. قال:
التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعا للمفسدة. انتهى.
هذا في السلام الذي هو من شعائر الإسلام فكيف بالغزل والكلام الماجن؟
ولا ينبغي للمرء أن يستهين بمثل هذه المعاصي اعتمادا على كونه يؤدي بعض فرائض الله من صلاة ونحوها، ذلك لأن السيئات تحبط الحسنات وتبطلها والعياذ بالله، قال الله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم. {محمد:33}، جاء في تفسير القرطبي:
ولا تبطلوا أعمالكم.. أي حسناتكم بالمعاصي قاله الحسن وقال الزهري: بالكبائر. انتهى.
وتأمل قول ابن حنبل عليه الرحمة: وقد سأله أبو بكر المروزي عن رجل تاب، وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية الله إلا أنه لا يدع النظر-يعني النساء- فقال: أي توبة هذه. انتهى.
فإن استجاب لك صديقك وظهرت عليه أمارات التوبة والرجوع إلى الله سبحانه فلا حرج حينئذ في إتمام زواجه من أختك، وأما إن أصر فلا ننصحكم بتزويجه فإن هذا مما يقدح في دينه ومروءته وعدالته.
والله أعلم.