الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى أثر خلوة الفتاة بخطيبها على صحة الصلاة وقبولها

السؤال

أجاهد نفسي وأحاول قدر المستطاع الحفاظ على صلتي بالله في جميع أيامي من خلال الصلاة، والدعاء، والتأمل، ومساعدة الآخرين لوجه الله. ومع ذلك، أستمر في ارتكاب ذنب عظيم، وهو الخلوة بخطيبي وإرسال الصور له، إضافة إلى حدوث تجاوزات جسدية بيننا.
حاولت مرارًا التوقف عن ذلك، ولكن لم نستطع لا أنا ولا خطيبي، نيتنا صادقة، وهدفنا هو الزواج والاستخلاف في الأرض، ولكن في الآونة الأخيرة بدأت أشعر أنني منافقة، وأن صلاتي لن تُقبل عند الله.
سؤالي: هل صلاتي صحيحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان العقد الشرعي لم يتم بينكما، فلا شك أنك قد وقعتِ في معاص، ومنكرات لا يستهان بها كالخلوة بالخطيب، وتبادل الصور معه، وغير ذلك من المحرمات المذكورة في السؤال.

فأول خطوة في الاتجاه الصحيح أن تجاهدي نفسك، وتعزمي عزيمة صادقة على قطع التواصل مع خطيبك، فهو أجنبي منك حتى يحصل العقد الشرعي، فيحرم عليك التواصل معه، وتبادل الصور، والخلوة، وغير ذلك من الأمور المحرمة. ولا عبرة بما ذكرتِه من سلامة النية، والعزم على الزواج في المستقبل؛ فإن هذا من مكايد الشيطان لتزيين المعصية والاستمرار فيها. وانظري الفتوى: 8156.

فبادري بالتوبة إلى الله تعالى، والإكثار من الاستغفار، وتحصيل شروط التوبة الصادقة المذكورة في الفتوى: 5450.

وراجعي لمزيد الفائدة عمّا يعين على ترك المعاصي الفتوى: 114475، وعن خطورة المعاصي ومفاسدها، انظري الفتوى: 206275.

وبخصوص صلاتك؛ فإن الأصل صحتها، فلا تبطل إلا إذا تحققتِ من حصول إحدى مبطلاتها المذكورة في الفتوى: 6403.

وأعرضي عما تشعرين به من الاتصاف بالنفاق، فإن ذلك من وسوسة الشيطان، وكيده.

أما قبول الصلاة عند الله تعالى؛ فهذا أمر غيبي لا يمكن الجزم به. وانظري المزيد في الفتوى: 97007.

وبعد حصول العقد الشرعي بأركانه، تجوز الخلوة وما ذكرتِ معها، كما تقدم في الفتوى: 2940.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني