نصح الأب لكي لا يتعامل بالربا

0 269

السؤال

قبل كل شيء أنا أعرف أن الفوائد حرام، ومستريح قلبا وعقلا حتى لو حللها البعض في الأمة ولا أرغب فيها، ولكن أرجو منكم التوجيه والنصيحة:
أنا والدي يبلغ من العمر الآن 59 عاما وللأسف عمله كله بدني، وعمله بدولة خليجية والآن هو متعب من العمل، وهو رئيس للعمال وهو فني طباعة، ولم يعمل قط بالتجارة ولا يعلم غير هذا المجال: الطباعة، وللأسف أنا وأخي الكبير لا نملك ما نستطيع أن نساعده به فنحن شباب في بداية حياتنا، وقد أفنى حياته من أجلنا وهو الآن يريد أن ينزل من الخارج حيث لا يستطيع أن يقوم بالمجهود البدني، ولكنه في نفس الوقت يبحث عن عمل في نفس المجال عسى أن يوفق، ولكن حتى الآن أخشى أن لا يجد، وهو كانت لديه قطعة أرض باعها وأخشى عندما ينزل أن لا يجد ملجأ غير البنوك. أسألك بالله كيف أبعده عن هذا الطريق وللعلم أبى لم يطعمنا يوما من حرام، فقد كد من أجلنا، وكما أعلم أنه لا يريد أن يتاجر بهذا المال، وأنا أظنه يريده لأجلنا لي ولأخي ولكنه لا يملك غيره حاليا. أفيدوني كيف أعين أبى وأرشده حتى لا يضله أحد، وجعله يبتعد عن هذا الطريق إني أكره بعد هذا العمر الذي أفناه بالعمل بالحلال أن يأخذ من حرام وسخط الله علينا. انصحني ماذا أعمل مع أبى حتى يعيش هو وأمي من الحلال؟ وأنا مازلت شابا أبلغ من العمر 27 عاما وللأسف لا أعمل حتى الآن وأخي الكبير يعمل بالمملكة العربية السعودية وراتبه بالكاد يكفيه. أرجو أن توجهني كيف أتعامل مع هذا الأمر الكبير؟ أرجو أن أكون صادقا معكم. ادعو لي برضا الله وأن يقبلني مع الصادقين ويرزقني الهمة والقوة على الإيمان فإن نفسي والشيطان أشداء علي. أرجوكم أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يتضح لنا من سؤالك أيها السائل ما إذا كان والدك يتعامل بالربا فعلا، أم إن ذلك لم يكن  ولكنك تخشى أن يستدرجه الشيطان إليه مستقبلا.

فإن كان قد وقع فعلا في التعامل بالربا فالواجب عليك هو أن تنصحه، وأن تبين له أن الربا من كبائر الذنوب، وأن آكله ملعون على لسان رسول الله  صلى الله عليه وسلم، وأن الفوائد الربوية لا يجوز الانتفاع  بها, بل على العبد  بعد التوبة إلى الله سبحانه أن يأخذ رأس ماله فقط، وأن يتخلص مما كسب من فوائد بصرفها في مصالح المسلمين العامة أو يبذلها للفقراء, وقد بينا هذا كله في الفتوى رقم:115111 .

أما إذا كنت تخشى عليه من سلوك هذا الطريق مستقبلا, فعليك حينئذ بالدعاء له بالهداية والتوفيق والقناعة, وأن تعلمه أنه – جزاه الله عنكم خير الجزاء – قد بذل ما عليه من تربيتكم والإنفاق عليكم من الكسب الطيب الحلال حتى بلغتم مبلغ الرجال وصرتم مطالبين باكتساب الرزق لأنفسكم، وأنه لا يلزم بالإنفاق عليكم الآن لا في قليل ولا في كثير خصوصا مع فقره وحاجته, فإن أصر على ذلك فانصحه وبين له قبح جريمة الربا وعظم جرمها، وقد بينا في الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 38599 ،  79946 ، 60779. كيفية التعامل مع الأب الذي يأكل الربا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة