السؤال
ما هو حكم قراءة الكتب الخاصة بالتنمية البشرية سواء كانت لأشخاص مسلمين أو كتب مترجمة لبعض غير المسلمين؟ وهل يجوز الاستفادة من كلام غير المسلمين بمعنى أنه فى بعض هذه الكتب يقول المؤلف قال فلان ويكون هذا الرجل مثلا غير مسلم، مثل أن يقول قال الحكيم الصينى كونفشيوس كذا، وفى بعض هذه الكتب مثلا يقول لك مثلا استمع إلى موسيقاك المفضلة، أو شاهدا فيلما أو ما شابه ذلك، ولكن مثلا يكون الشخص الذي يقرأ يعلم أنه لا يجوز مشاهدة الأفلام التي تحتوى على منكرات ولا يجوز سماع الموسيقى، ولكن هذا يكون فى بعض المواضع من الكتاب، لكن أغلب الكتاب يتكلم عن النجاح وعلو الهمة والصبر، ويحكى قصصا واقعية لأشخاص. فما هو رأيكم فى هذا الموضوع؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن العلوم الدنيوية مطلوبة بجانب العلوم الشرعية، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 58231.
فلا مانع من الاستفادة من علوم غير المسلمين التي تفيد المسلمين في حياتهم واقتصادهم ومعاشهم، ومن تعلمها من المسلمين فهو مثاب على ذلك إذا أخلص النبية، وقصد الإصلاح والسعي في تقدم المسلمين وقوتهم، واستغنائهم عن غيرهم في مثل تلك العلوم الدنيوية النافعة، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 97533.
ولا مانع أيضا من الإفادة مما يجري على ألسنة غير المسلمين مما يوافق الحق ويدل عليه، فإن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها. إلا أن هذا ليس هو شأن علم التنمية البشرية من كل وجه، فإنه يشمل ما هو نافع مفيد مع ما هو باطني خطير المنهج فاسد الطريقة، ولا يخلو من الفلسفة والمغالطات العلمية والفرضيات والنظريات العلمية الخاطئة، مع الطرق الباطنية وربما الطقوس الوثنية كدورات البرمجة اللغوية العصبية بمختلف أسمائها، وقد فصلت ذلك الدكتورة فوز بنت عبد اللطيف كردي، أستاذة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بكلية التربية للبنات بجدة في موقعها الذي تشرف عليه، وهو موقع: الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه. وللدكتورة فوز مشاركات مشكورة في هذا المجال، ومن ذلك كتاب: حقيقة البرمجة اللغوية العصبية. وهو متوفر في موقع المكتبة الشاملة.
ومثل هذه العلوم التي يختلط فيها الحلال بالحرام، والمفيد بالضار، والصواب بالخطأ، لا ينبغي أن يطالعه إلا أهل العلم المتخصصون ممن لديهم القدرة على التمييز، وهؤلاء يمكنهم أن يلخصوا المادة النافعة المفيدة من هذه العلوم ويقدموها للمسلمين، وعندئذ فلا بأس بقراءتها والإفادة منها، وراجع للمزيد في علم التنمية البشرية الفتوى رقم: 120204.
والله أعلم.