داومي على بر أمك مع ترك إخبارها بمشاكلك

0 259

السؤال

مشكلتي مع العائلة: الوالدان منفصلان وأعيش مع أختي وأمي، والوالدة من النوع الذي يحب أن يجلب المشاكل.. حيث وجدت أن أي شيء أحدثها به تذهب وتعلم كل الناس.. وتظهرني بطريقة غير محببة لهم.. لكي تبعدهم عني لسبب ما لا أعرفه.. بين الأهل وأصدقائها وعندما أشتكي إليها عن أي مشكلة في حياتي تقوم بالضحك.. هذا الذي لا أفهمه إنها تحب أن تراني في ضعفي وتحب تقلل من شأني.. على العلم بأن والدتها "جدتي" كانت من نفس النوع، بل أشد معها، ومن النوع الذي يدعو على أبنائه بسبب أو من غير سبب، وكانت تظهر بها أمامي في شبابها..فأنا لا أعلم هل هذا نوع من التفريغ.. صادف أن حصلت لي مشكلة اليوم أعلمت كل زملائها في العمل.. واتصلت بأصحابها وأعلمتهم بها.. وأنا أعلمتها بسرية المشكلة.. فإنني أفكر أن أبتعد عنها وأصدها عن حياتي.. ففي السنة الماضية عملت بذلك، وارتاحت نفسي، وهدأت أموري منها ومن مشاكلها.. فأنا أدخلتها في حياتي خوفا من غضب الله.. والله إني إذا قربت منها تجعلني أبكي كل يوم من أفعالها. فأنا في حيرة ماذا أعمل؟ وجزاكم الله خيرا على استنفادنا لوقتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن بر الأم من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، كما أن عقوقها من أعظم الذنوب، ومن أهم أسباب سخط الله.

أما عن سؤالك فإذا كانت أمك بهذه الصفات التي ذكرت فأخلاقها غير سوية، لكن ذلك لا يبيح لك قطيعتها أو الإساءة إليها والتقصير في برها، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال الله تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون {لقمان:15}.

فالذي نوصيك به هو المداومة على برها والإحسان إليها، مع ترك إخبارها بالأمور التي يخشى أن تنشرها أو يترتب عليها تشاحن بينكما، وعليك نصحها برفق ورحمة والدعاء لها بالهداية.. وإذا لم يكن في ابتعادك عنها قطيعة لها، ولم تخشي في ذلك فتنة فلا مانع منه، مع التقرب إليها والإحسان إليها باستمرار.

وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 106090، والفتوى رقم: 38247.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة